إسلام

أبو بكر الصديق هو عبدالله بن أبي قحافة

أبو بكر الصديق هو عبدالله بن أبي قحافة

يقول عن نفسه قبل الإسلام وهو صغير : كنت ناهزت الحلم ، أي عندما بلغت أخذني أبي إلى الأصنام فقال لي : يا عبد الله هذه آلهتك.

وعندما ذهب أبي جلست فنظرت إلى الأصنام وقلت لها : إن كنت جائعا هل تطعميني ؟ وإن كنت مريضا هل تشفيني ؟ فلم ترد.

فأخذت صخرة فضربت بها صنما فخر لوجهه فخرجت.

سيدنا أبو بكر لم يعبد صنما ولم يشرب خمرا ولم يأت فاحشة.

وهو صاحب النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة وبعدها وأول ما سمع بالإسلام أسلم وخرج داعيا إلى الله تعالى.

وكان يرى الفقراء كيف يعذبون ويشتريهم ويعتقهم.

وفي مرة من المرات رأى الصحابي خباب بن الأرت يعذب حتى إحترق ظهره من العذاب ،

فاشتراه وأعتقه حتى قال له أبوه : يا أبا بكر لماذا تفعل هذا ؟ على الأقل إشتري أحد ينفعك أو قبيلته تنفعك.

فنظر أبو بكر إلى أبيه وقال : يا أبت أنا أفعلها لوجه الله تعالى ، فأنزل الله عز وجل :

( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )

وفي يوم من الأيام وكان في الحرم عند الكعبة يرى حبيبه رسول الله صل الله عليه وسلم،

يضرب ويخنق وكاد يموت فأسرع أبو بكر إلى المشركين ودفعهم ويضرب هذا ويدفع هذا ويمنعهم جميعا من إيذاء النبي وهو يقرأ قول الله تعالى :

( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ )

إقرأ أيضا: الزبير بن العوام

فلما دفعهم جاؤوا المشركون إليه وقد تركوا رسول الله وأخذوا يضربون أبو بكر حتى ظن الناس أنه قد مات ،

فحمله الناس إلى بيت أمه قبل أن تسلم ، فطببته حتى إستفاق ، فرحت أمه وقالت له :

إشرب شيئا أو كل شيئا ، فقال لها : والله لا آكل شيئا حتى أرى ما فعل رسول الله صل الله عليه وسلم.

فحملوه إلى النبي وكان جالسا في بيت بالسر عند أحد الصحابة ، فلما أدخل عليه كب على النبي صل الله عليه وسلم يقبله ويبكي

ويقول : يا رسول الله كيف أنت ؟

فيقول النبي : أنا بخير يا أبا بكر ، كيف أنت يا أبا بكر ؟ يقول أبو بكر : أنا بخير إلا ما صنع الفاسق في وجهي.

1 3 4 10 1 3 4 10

هاجر الصحابة إلى المدينة قبل النبي إلا أبو بكر لم يهاجر معهم لأنه ينتظر حتى يهاجر مع النبي عليه الصلاة والسلام.

فيأتي النبي وقت الظهيرة إلى أبي بكر ويقول : يا أبا بكر إن الله أذن لي بالهجرة ،

رد عليه أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؟ قال : نعم الصحبة يا أبا بكر.

فبكى أبو بكر فرحا أنه سيهاجر مع النبي صل الله عليه وسلم ، فجهز للنبي الدابة والطعام والمتاع والتغطية وكل شيء.

فلما دخل مع النبي إلى غار ثور رأى فتحة فخاف أن يخرج منها شيء يؤذي النبي ،

فوضع رجله عليها وجلس ونام النبي على فخذه ، فلسع ابو بكر شيء من الفتحة ( عقرب أو ثعبان ).

فتألم لكن لم يتحرك حتى لا يقوم النبي عليه الصلاة والسلام ومن شدة الألم دمعت عيناه وسقطت دمعة على وجه رسول الله.

فتح النبي عينه وقال : ما بك يا أبا بكر ؟ فأجابه : لا شيء لسعني شيء برجلي ، قال له :

أرني رجلك ؟ فأراه رجله فنفث النبي فيها فبرئت كأن لم يكن فيها شيء.

فوصل المشركون إلى الغار ووقفوا عند باب الغار ، فخاف أبو بكر على النبي فقال له رسول الله :

لم تخاف يا أبا بكر ؟ فقال له : يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمي لرآنا ، فقال له النبي :

إقرأ أيضا: عبادات سهلة جدا و لا تحتاج لأي مجهود مادي أو بدني

يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )

إنه أبو بكر الصديق صاحب رسول الله في حياته كلها.

يدخل النبي مع أبي بكر ويخرج مع أبي بكر ويهاجر مع أبي بكر وتزوج إبنة أبي بكر
قبل وفاة النبي قال :

امروا أبا بكر فليصلي بالناس ، لم يرضى النبي أحد أن يؤم بالناس إلا أبا بكر ، توفي رسول الله فدخل أبو بكر على بيت إبنته عائشة رآه ميتا فكشف الغطاء عن وجه النبي ،

قبله بين عينيه وبكى ، وقال : طبت حيا وميتا يا رسول الله.

وكل الصحابة مجتمعون في الخارج ينتظرون خبر أن الرسول ليس ميتا ، فقال أبو بكر بحكمة وحزم :

من كان يعبد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ،

وقرأ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ سورة آل عمران، الآية: 144

ثم ولي على الخلافة وكان أول خليفة للمسلمين بعد رسول الله صل الله عليه وسلم،

تقول بعض الجواري الصغيرات الفقيرات الضعيفات اللواتي لا يستطعن حلب الشياه :

كان أبو بكر يحلب لنا الشياه أما الآن صار خليفة أين هو ليساعدنا ، فسمع أبو بكر هذا الخبر وهو الخليفة فقال :

لا والله الخلافة لا تغيرني فكنت أحلب لكم الشياه قبل الخلافة وسأحلب لكم الشياه بعد الخلافة.

سيدنا عمر بن الخطاب يرى أبو بكر كل يوم بعد صلاة العصر يدخل إلى إمرأة عجوز جالسة على الأرض مشلولة وعمياء وكبيرة في السن ،

أتدرون ماذا يفعل لها أبو بكر ؟ كل يوم يصنع طعامها ويغسل لها الثياب وينظف لها البيت ، ففي يوم سألها عمر بن الخطاب :

من هذا الرجل الذي يدخل إليك كل يوم ويصنع لك كل هذا ؟ فقالت له : والله لا أعرفه.

إقرأ أيضا: خذوا القدوة من هؤلاء الأبطال

لا تدري هذه العجوز أنه أبو بكر الصديق خليفة المسلمين هو من يصنع لها كل هذا
قبل أن يموت أعاد كل الأموال إلى بيت مال المسلمين ولم يترك شيئا لنفسه ولا لابنته ،

فبكت إبنته عائشة وقالت :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر.

فقال لها : يا عائشة قولي أحسن من هذا ، قالت : ماذا أقول ، قال : قولي

( وجاءت سكرة الموت بالحق ، ذلك ما كنت منه تحيد ) ودفن عند صاحبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?