أبو دجانة الأنصاري
إنه البطل الذي كان يمشي أمام صفوف العدو متبخترا لفرط قوته وبطولته! الصحابي الجليل صاحب العصبة الحمراء : أبو دجانة الأنصاري ،
أحد المشاركين في قتل مدعي النبوة الأشهر مسيلمة الكذاب.
هو في الأصل واحد من صحابة رسول الله محمد صل الله عليه وسلم.
اسمه أبو دجانة سماك بن أوس الأنصاري ، من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم ،
من الأنصار من بني ساعدة ، وآخى الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان.
كان أبو دجانة من المؤمنين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،
فعاهد الله ورسوله الكريم على إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه حتى آخر رمق ،
فكان له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة الرسول.
فحضر غزوة بدر ، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت ،
يشق صفوف الأعداء ويقتلهم ، حيث قتل يومها زمعة بن الأسود أحد رجال قريش المعادين لنبي الإسلام.
وكان أبو دجانة أيضا معروفا بعصابة حمراء يربطها على رأسه في المعارك.
وفي غزوة أُحد ، ثبت يوم فر وتقهقر المسلمون للخلف ، واشتهر يومها باسم “عصبة الموت”.
فيروي الصحابي الزبير بن العوام عن رسول الله في غزوة أحد أنه قال : من يأخذ هذا السيف بحقه؟
فقمت فقلت أنا يا رسول الله ، فأعرض عني
ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه؟
فقلت أنا يا رسول الله ، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام أبو دجانة فقال أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ألا تقتل به مسلما ولا تفر به من كافر.
إقرأ أيضا: الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص
وبعد أن أخذ أبو دجانة السيف من يد النبي ، أخرج عصابته فتعصب بها وقال :
إني امرؤ عاهدني خليلي
أن لا أقيم الدهر في الكبول
إذ نحن بالسفح لدى النخيل
أضرب بسيف الله والرسول
وكان يتبختر بين الصفوف.
فقال الرسول : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ،
وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحداً منهم إلا قتله ،
وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد ، حينما هُزم المسلمون وتكاثر عليه مشركو قريش ،
فتصدى لهم بظهره وتلقى النبال عن رسول الله.
كما حضر أبو دجانة غزوة خيبر وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب ،
وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين ،
بعد أن قتل اثنين من المسلمين ، خرج أبو دجانة فقتله فكبر النبي ، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين.
وامتدت مشاركة أبو دجانة في الغزوات حتى بعد وفاة النبي ، فحضر معركة اليمامة ،
وانكسرت رجله في اقتحامها ولكنه رغم ذلك ثبت في القتال وأبلى يومها بلاء حسنا.
وختم الله له بالشهادة بعد أن شارك في قتل مسيلمة الكذاب ، فقُتل الصحابي الجليل رضي الله عنه بتلك المعركة ،
وكان هذا في عام 12 هجرية ، العام الذي انتصر فيه المسلمون على مدعي النبوءة وأعلوا راية الله ورسوله.