أتحبني أكثر أم الله؟
يقول : انتهى عُرسنا بعد أذان المغرب وما أن وصلنا لبيتنا أذن العشاء ، كان بالمنزل مُصلاة واحدة لذا جعلتُ زوجتي تُصلي قبلي.
استغرقت الكثير من الوقت وكان سُجودها طويلا ، بعد أن انتهت أشارت لي وذهبت لأصلي ،
وما إن وقفت تعجبتُ بأنها تجلسُ بقربي ، بعد انتهائي ذهبت لأجلس معها وقبل أن أنطق ببنت شفاه قالت لي : أتُحبني أكثر أمِ الله؟
تعجبتُ مِن سؤالها لكن سرعان ما قلت : ويحك وكيف لي أن أفضلَ عبداً على ربي ، أحب الله.
بعدها قالت : لا بل أنت تكذب!
للحظةٍ أحسست أنها جُنت لكن بهدوء قُلت لها : أذاً أخبريني الحقيقة.
قالت لي : بعد عدةِ أيامٍ عليك أن تطلقني.
ذهلت مما قالته وكيف ذلك نحن تزوجنا اليوم!
فظلت صامتة بعدها ، قلتُ لها أتمنى أن تخبريني سبب الطلاق وبصدق.
قالت : ألم تُلاحظ لنفسك وأنت تتلو الفاتحة؟
استغربت كثيراً بعدها ، أكملت وقالت لي كُنت تتلوها بسرعة وكأنك نسيت أنك واقفٌ أمام الله ،
وما إن سألتُك أتُحبني أكثر أمِ الله أجبتني بهدوء حتى وقع كلماتك لم تكن بتلك السرعة التي تلوت بها ،
فمن عزَّ عليه الحديث مع الله كيفَ سآمن نفسي معهُ!
حينها بكيتُ تِلك أولُ مرة أشعر بالتقصير لهذا الحد ومن يومِها علمت أن حياتي السابقة كانت مليئةً بالنواقص ،
وسعيتُ على أن أبدل حالي ليس بسبب أنها كانت تُريدُ الطلاق ، لا بل لأنني صحوت من غفوتي.
بعدها تغيرتُ تغيراً ملحوظاً من شخصٍ يؤدي الفريضة لإسقاط ذنبها ، لشخص آخر يتوق متى تأتي الفريضة ليقف أمام الله!
إقرأ أيضا: زار أحد الشيوخ الكبار الأهرامات
مرَّ على هذا الحدثُ عِشرون عاما ، أصبح جميع أولادي كباراً متفقهون فالدين يسيرون على نهج أمهم ،
أما عني فدائما أذكرهم أن يدعوا الله بأن يرزقهم الزوجة الصالحة التي بعدها يُمكنهم القولُ أن الدار أصبحت أمان ،
كما فعلت أمهم عندما اقتحمت حياتي.