أتحسب أنك لست من الصالحين لأن لك ذنبا عجزت أن تتخلص منه؟
وأنك تتوب ثم تعود لتقارفه.
من قال لك أنه ليس للصالحين ذنوب؟
ومن قال لك أنهم ليسوا في حرب مستعرة؟
تارة مع الشيطان ، وتارة مع أنفسهم ، فيربحون مرة ، ويهزمون مرَّة.
كل الصالحين كذلك يا صاحبي ، ولكن الله تعالى لحبه لهم أرخى عليهم ثياب ستره!
إقرأ قول ربك : ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
أتحسب أن كل الجهاد هو سيف وترس ؟
إن قتالكَ لتحافظ على نقاء قلبك ، هو جهاد!
سيكتب الله تعالى لك أجر صراعك مع الذنب ،
وحزنك بعد المعصية ، ونهوضك بعد الإنتكاس ، واستغفارك بعد الخطيئة.
كل هذا جهاد في سبيل الله ، ويهديك الله بعد كل هذا إلى سواء السبيل!
هذا وعد من الله ، ولا أحد أوفى بالعهد من ربك!
كل الناس مذنبون.
الصالحون والطالحون على حد سواء ، ولكن الصالحين يستترون ولا يجاهرون
يستغفرون ولا يصرون ، ويعترفون ولا يبررون!
إن الندم بعد الذنب صلاح ، والدمعة بعد المعصية صلاح ، والإستغفار بعد الخطيئة صلاح.
ما دمت تشعر بمرارة الذنب فأنت صالح ، وما دمتَ تشعر بالوحشة عند أبتعادكَ عن الله ، فأنتَ صالح ،
فالسيئون لا يشعرون بكل هذا !