أحد التجار يبيع زيت زيتون صافي وكان لديه زبائن كثر لأن زيته كان طعمه لذيذ جدا جدا ، فلم يذقه أحد إلا يصبح مدمنا عليه.
وكانت الناس تحجز طلباتها قبل موسم القطاف وقبل أن يعصره ويحوله لزيت خوفا من أن لا يزيد لهم.
في أحد الأيام مرضت ابنته مرضا شديدا طال لشهور ، وبعد شفائها سقط ابنه الصغير وهو يلعب في المدرسة فأصيب بجرح كبير ،
وكل يوم يحدث مصيبة فبدأت إمراته تتساءل وتشكي له كيف تبدلت أحوالهم وأن هناك أمر غريب.
وبعد حديث طويل اعترف لها أنه يقوم بخلط الزيت بزيت نباتي مما يجعل له طعم آخر ،
وهذا هو السر الذي جعل الناس تعشق زيته بجنون.
فتوسلت له إمرأته أن يتوقف عن خلط الزيت وغش الناس وأن يبيع الناس زيت صافي ،
لأن الحرام لا يدوم وكي لا يخسروا أولادهم الأبرياء اللذين لا ذنب لهم.
وبعد حوار طويل أقنعته فقرر أن يتوب توبة نصوح ، وأن كل الزيت المغشوش سيستخدمه هو وعائلته.
وقرر الذهاب إلى العمرة وبعدها سيبيع الزيت الصافي للناس ،
وبعد عودته من العمرة كان الجميع ينتظرونه لشراء الزيت فأخبرهم أنه أخفض سعر الجالون من ٢٥٠٠ إلى ٢٢٠٠ ليرة ،
ففرحت الزبائن من الأمر ونفذت الكمية..
وصباح اليوم التالي جاء ليفتح دكانه فوجد الزبائن بانتظاره يتذمرون ويشتمونه لأنه قام بغشهم وخداعهم هذه المرة عن غير عادته ،
لأنه دائما كان يبيعهم زيتا صافيا وطلبوا منه أن يعيد لهم أموالهم وأعادوا له زيته لأن طعمه غريب ،
ففكر قليلا ثم اعتذر منهم وأخبرهم أنه أصبح سوء تفاهم وأرسل عامله إلى منزله ليجلب الزيت المغشوش الذي قرر أنه لن يبيعه لأحد ،
وأبدله لهم وأخبرهم أن السعر عاد كما كان وأخذ منهم فرق السعر القديم ٣٠٠ ليرة ،
فسألها عامله باستغراب ماذا جرى؟
إقرأ أيضا: قصة من أشهر عشرة قصص حب عند العرب جميل وبثينة
أجابه المواطن طول عمره بيشرب من زيتاتي وبيدعي بسره وبجهره الله يطول حياتي وهو مسلمني أمره ومو شاكك بنياتي ،
وللأمانة زيتي فرجة بس مخلوط بنباتي ولما نويت صلحه وحسنه وطوره وبيعه للناس صافي ،
المواطن شرد فكره وتوسوس من إصلاحتي.
الحق معه هيك عودته ونظيفة مسموعياتي
الغلط بذهنه هو الصح وخاف من اجتهاداتي.
العبرة من القصة :
أن الناس الذين يتعودون على الفساد يرون الإصلاح جريمة ، والطائر الذي يولد في القفص يعتبر الطيران جريمة.