أحد المغتربين طلب من صديقه في بلده أن يبحث له عن قطعة أرض
أحد المغتربين طلب من صديقه في بلده أن يبحث له عن قطعة أرض يستثمرها في حدود مئة وخمسين ألف جنيه.
وخلال أسبوع واحد عثر صديقه على أرض وأخبره أن يرسل المال فورا كيلا تضيع الفرصة.
وعلى الفور شرع المغترب في توكيله بتوكيل رسمي وأرسل له المبلغ الذي ادخره من غربته ليشتري له تلك الأرض.
تسلم الصديق المال والتوكيل واشترى الأرض وطمأن المُغترب ، إرتاح المغترب لما وضع ماله في المكان الصحيح.
ثم بعد شهور عاد لبلده في إجازة رسمية فلما ذهب ليطمئن على أرضه وجد لوحة كبيرة موضوعة في الأرض باسم صاحب الأرض ،
لكنه لم يجد إسمه بل وجد إسم صديقه الذي إستأمنه ووكله!
كانت الصدمة ليست صدمة المال فقط بل صدمة الخذلان !
صدمة الطعن ، لكن الحكاية لم تتوقف عند هذا الحد بل أصبح يركض خلف صديقه من مكان لمكان يطلب منه التبرير فقال صديقه :
لقد كتبتها باسمي لسهولة الإجراءات.
لكني أرسلت لك التوكيل لتكتب باسمي.
لا تخف سأحولها باسمك لكن لدي فقط بعض المشاغل هذه الأيام.
مرة يقول بعد أسبوع ومرة أخرى بعد شهر ومر الشهر في خلفه الشهر وصدمة المُغترب تُكبله فلم يتهور على صديقه حتى اللحظة ،
وزوجة المغترب تدعو الله أن تعود الأرض لهم وفيها كل مالهم ،
تقوم الليل فتدعو تتصدق وتدعو حتى أنها من خوفها وحرقتها قالت :
يا رب إن غلبه طمعه في مالنا فابتليه بما لا يستطيع معه المقاومة ويجعله هو من يركض خلفنا ليرد لنا المال.
والصديق يتهرب ويبتعد ، والمغترب صدمته تقيده ، والزوجة تدعو كثيرا ولم يطلبوا التدخل من أحد ،
لأن القانون لن يحمي المخذول في صديقه ولا المُستأمن صديقه ولا الواثق في صديق عُمره الذي نهب ماله!
وبدون مُقدمات وجدوه يومًا وقد جاء بنفسه دون أن يركض خلفه المسكين ، كان شكله في غاية التعب :
في الغد نذهب للجهة المسؤولة لأعيد لك أرضك.
إقرأ أيضا: تزوجت منذ خمسة عشرة عاما من شاب طيب خلوق
وفعلا في اليوم التالي جاءه صباحا دون حديث وذهبا وتم تسجيل الأرض باسم صاحبها ،
وغادر كل واحد في طريق لن يلتقوا فيه أبدا وبعدها بأشهر قليلة توفى الصديق بعدما دمره المرض الذي باغته أثناء هروبه ،
ورغم إعادته الأرض لصاحبها لكنه لم يُشفى من مرضه.
لم تنتهِ القصة عند هذا الحد أيضا بل حين همّ صاحب الأرض ببيعها إكتشف أن الأرض ثمنها الأصلي سبعون ألف جُنيه فقط ،
وليس السعر الذي دفعه وسجله الآخر في العقد !
لم يصدمه الأمر كثيرا فقد خُذل من صديقه الخذلان الأكبر سابقا لكنه لم يُسامحه ،
حتى أن صديقه هذا كان يأتيه في المنام يتعذب طالبا سماحه فما استطاع أن يسامحه ،
ومات بعده بسنوات ولم يستطع أبدا مسامحته.
مضت الأيام ومضى معها العمر وتبخر المال الذي تركه الصديق لأولاده حتى لم يعد لديهم من ماله شيء ،
وكبر أولاد المغترب والبركة في مالهم القليل المتبقى تمنعهم من مد أيديهم لأحد.
المال الحرام لن ينفع صاحبه ، ومهما ادخر الإنسان من المال الحرام لينفع أولاده فلن ينفعهم أبدا ، لكن سيزيد من وقع الضرر عليهم.