أخبرني الطبيب أن صحتك تتحسن تدريجيا

أخبرني الطبيب أن صحتك تتحسن تدريجيا ، ستعودين قريبا لتنيري المنزل وحياتنا مرة أخرى.

أعلم أني لن أتحسن وأنفاسي باتت معدودة ، لكني أستحق هذا ، ابتُليت بنفس المرض ،

أنا أتجرع من نفس الكأس وذات الألم الذي عانت منه حفيدتي أجربه الآن.

عمّا تتحدثين أمي؟ حفيدتك بخير وتنتظر عودتك.

أقصد إبنة زوجتك الأولى.

ليس لدي أولاد من تلك الخائنــ…

لم تكن كذلك ، كانت طاهرة كالثوب الأبيض ، أنا من رتبت لتلك المكيدة حتى أتخلص منها ،

شعرت أنها تسلبك مني ، أنت إبني الوحيد وغيرتي منها أعمت عيني.

أنا من دفعت النقود لذلك الرجل وأعطيته مفتاح منزلك بعدما أوصيتها أن ترتدي أجمل ما لديها ،

وتحضر لك مفاجأة بعد مرور سنة على زواجكما.

كيف؟

كيف فعلت ذلك بي ، تلك الفتاة كانت إبنتي؟

إبنتي كبرت بعيدا عني ، إبنتي ماتت وهي تكتوي بآلام السرطان وأنا لم أحرك أي ساكن!

لم أعلم أنها مريضة حتى وافتها المنية ، لو علمت أنها مصابة بهذا المرض كنت بِعت كل ما أملك حتى تتعالج.

وهل هذا سيغفر لك ذنبك أمي؟

تلك المرأة كانت كل حياتي ، قلبي الذي عشقها لم يستطع أن يدخل أنثى غيرها إليه ،

وإبنتي التي لا أعرف حتى رائحتها أو لون عينيها وملمس أناملها ماتت بمفردها ،

كانت تنتظرني كل ليلة حتى أنقذها من براثن ذلك المرض اللعين.

سامحني بني ، الله يعاقبني الآن بذنبها.

إقرأ أيضا: رأت إمرأة رؤية أن رجل تربطه بها صلة قرابة لدغه ثعبان

وكيف أسامحك وأنا لا أستطيع مسامحة نفسي ، كانت تتوسل حتى أسمعها ،

كان علي تصديقها دون أن تنبس بكلمة أو تضطر للتبرير ،

لكني ظلمتها وطردتها وهي اليتيمة التي لا تملك غيري في هذا العالم.

وزوجتي الأخرى لم أستطع منحها ثقتي مهما فعلت حتى هربت مني هي الأخرى وتركتني في سجن شكوكي ، كيف أسامحك؟

أخبريني كيف أسامحك؟

كيف ستشفع لك أمومتك وهي ما ألحقت بي كل ما هو جسيم ، حياتي تدمرت بسبب أوهامك ،

لم تحاول يوما أخذي منك بل كانت توصيني بك خيرا ، هل نسيتِ كيف كانت تغض الطرف عن أذاك ،

هل نسيت كيف كانت تدافع عنك أمامي إذا عاتبتك على ما تفعلينه بها؟

كيف سيشفع لك مرضك وفلذة كبدي قاست ويلاته لأيام وأيام حتى ماتت ألما.

أرجوك يكفي ، لا أريد أن أموت بهذه الغصَّة.

Exit mobile version