أخطر لصوص الحياة
أخطر لصوص الحياة
ذهبت زوجتي وأولادي في زيارة لأقاربها ، وجلست وحدي في البيت أنتظر رجوعهم ، ولكنهم تأخروا عن موعدهم.
جلست في صالة البيت أنتظر ، وكلما سمعت صوتا هيأ لي أن أولادي قد وصلوا.
وبحركة لا تلقائية يتجه نظري إلى الباب ، أنتظر أن يفتح الباب ، ها هو سيفتح ثم لا يفتح.
أسمع صوت أقدام تصعد سلم العمارة ، فيهيأ لي أنهم وصلوا ، وبتلقائية أجد نظري قد اتجه إلى الباب أنتظر أن يفتح أو يطرق ،
ها هم سيطرقون الباب الآن ، لكن بلا جدوي.
مر وقت كبير ، وكلما حاولت أن أقوم بعمل هيأ لي أنهم وصلوا ،
فأترك ما أقوم به وأنظر إلى الباب ، ها هم سيطرقون الباب ، لكن دون جدوى.
مر الوقت وضاع بلا فائدة ، فلم أستطع التركيز في أي شيء ، وكلما مر الوقت كلما زاد قلقي ، لماذا تأخروا؟!
وكلما امتد الوقت شعرت بأن الغضب والقلق بدءا يسيطران علي ، ما الذي أخرهم ؟!
أدركت كيف يتسبب الإنتظار في تعطيل حياتنا في أوقات كثيرة ، الإنتظار مرهق للغاية ، ويجعل الوقت يمر ثقيلا.
أدركت أن الإنتظار هو أخطر لصوص الحياة ، فقد تقضي عمرك كله في حالة الإنتظار!
والفكرة في الإنتظار هو قدرته على إيقافك عن التقدم ، فيربطك بالشيء الذي تنتظره فيكبل عنقك ويشل حركتك.
فبداية يشغل بالك بما تنتظره ، ويعلق خطواتك التالية على حدوث هذا الشيء ، بغض النظر عن ماهيته.
بل يمتد تأثير الإنتظار ليشمل العصبية وسهولة الإنفعال ،
وهو عقبة في الطريق ، الإنتظار يعلق عينك وآمالك على شيء لم يظهر بعد.
إقرأ أيضا: تقول الزوجة بعد مضي 18 عاما من الزواج
وقد تنتظر شيئا لا يلوح في الأفق من الأصل ، فتظل طوال حياتك في حالة الوقوف من أجل المجهول.
فمن الناس من ينتظر معجزة تغير حياته كليا ، فيترك كل شيء من أجل الإنتظار الذي يعيشه.
وفي الختام أقول لك : إياك أن تنتظر شيئا.
الإنتظار يسرق منك أيامك ويجعلك تنسى أن تعيش ، عش بحالة التسليم وليس بحالة الإنتظار.
في حالة الإنتظار ..
فيها المشاعر السلبية مثل الخوف والقلق ، لأنك تنتظر شيء معيّن يحدث ورافض أي حل آخر.
أما حالة التسليم ..
مشاعرك إيجابية مثل الطمأنينة واليقين ، لأنك فعلت كل ما عليك وسلّمت أمرك للّه ،
فأنتّ راض بأي نتيجة لأنك تعلم أنها خير لك.