أخيرا قررنا أن نلتقي بعد علاقة إلكترونية دامت سنة كاملة!
كانت فتاة محافظة بعض الشيء و غير متعودة على لقاء الذكور حتى أنها لم تكن ترسل لي صورها
بالكاد رأيتها حين أرسلت لي صورتها مرة واحدة و بعد أن أجبرتني على أن أقسم لها عشرات المرات و أعدها بأن أمسحها بمجرد أن أراها ،
و طبعا كنت عند وعدي فما إن رأيت الصورة حتى أخرجت منديلا ورقيا من جيبي و مسحتها جيدا ،
أصلا شاشة الهاتف كانت متسخة
سألتني حوالي أربعون مرة :
-“هل حقا مسحتها ؟”
و كنت أقسم أني فعلت ذلك و ضميري مرتاح ،
قد أبدو لكم غشاشا لكني لست الوحيد الذي فعل ذلك فهي أيضا غشت في الصورة مستعملة بعض المؤثرات ،
فأكيد هي لا تملك أذني أرنب و أنفا ورديا و بشرة بذلك الصفاء
مع ذلك كنت أتمنى أن تكون حقا بذلك الجمال.
إنه يوم اللقاء ، إتفقنا على مكان وسط العاصمة ، استيقظت يومها متأخرا كالعادة فأنا دائما لا ألتزم بمواعيدي ،
رميت الفراش و اسرعت للحمام غسلت وجهي و ها أنا أغسل أسناني ، أمي ورائي تنظر إلي و تقول:
“لم تغسل أسنانك منذ مدة إحذر إياك و التلاعب بالفتيات”
تبا كانت تكتشف أمري لأني أغسل أسناني في هذه المواعيد فقط و هي تحفظني.
“لا عليك يا أمي سألتقي بصديقي قدور فقط” ،
لبست أجمل ما في خزانتي و ها أنا أتعطر ، أمي مجددا
“تأكدت الآن أنك ستلتقي بقدور فقط أيها اللعين” ،
قالت ذلك لأني أنا لم أتعطر منذ 2009 ، المهم إنطلقت بسرعة لأني كنت متأخرا ،
إقرأ أيضا: جنون الغيرة
صعدت الحافلة و قد كان القابض الغبي ينظر إلي متعجبا فأنا اليوم كلمته بلطف و لم أضرب زجاج النافدة بنقودي ،
قلت له في نفسي هذه هدنة فقط أيها اللعين سأعود للحرب معكم.
ها أنا أصل للمكان المتفق عليه ، كنت أرتجف من الخوف ، خشيت على قلبي المسكين أن يصدم بشكلها دون مؤثرات.
فجأة تقف أمامي ، ما كل ذلك الجمال لقد أصبحت أسعد رجل في العالم ،
إنها شقراء ذات أعين خضراء و كأنها ألمانية ، تقدمت إلي و قالت كلمات إنجليزية لم أفهم منها شيئا سوى “آسفة”
بعدها خاب ظني حين أدركت أنها سائحة تسألني عن مكان ما ، تبا لم تكن هي!
أخبرتها بالعربية أني لا أفهمها فلتفهم هي أو تذهب للجحيم.
بعد ثواني أتت فتاة إفريقية نظرت إلي بملامحها القوية و قالت :
“ناولني خمسون دينارا هيا”
“لا أملك المال”
فجأة بدأت تطلب المال من المارة و تقول للفتيات :
“خمسون دينار و سوف أزوجك إياه”
يا إلهي إنها تتاجر بي حاولت طردها فلم ترغب بالرحيل حتى أخذت مني مئة دينار أتت من مالي لتأخد مالي!
شعرت بعدها بيد تدق ظهري ، ألتفت و قلبي يكاد ينال التقاعد ،
نظرت لها كانت فتاة جميلة لا بأس بها و قلت :
” هل تعلمين أنك أجمل و أنت طبيعية أفضل من تأثيرات التطبيقات”
”المعذرة أنا صديقتها هي تشعر بالخجل تنتظرك تحت تلك الشجرة”
ها أنا أضيع وجه لوجه مرة أخرى ، ترى هل نلعب ضربات الجزاء ! هل يحاولون قتلي لما كل هذا التشويق !
وصلت إليها أخيرا ، نظرت إلي ، أوووف إسترحت كانت جميلة كما في الصور ، نجوت من سكتة قلبية ،
تسكعنا معا و تبادلنا أطراف الحديث التعارفية ، قررت الإتصال بقدور ليشاركنا فسيتهمني بالخيانة العظمى و خيانة العشرة و الملح و الوطن
إقرأ أيضا: ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻣﻪ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﻜﻴﻦ ؟
إن علم أنها أحضرت صديقتها دون أن أبلغه ، خصوصا و أنه عصبي و يغضب بسرعة ،
لحسن الحظ كان قريبا ، اتفقنا أن نلتقي في أحد محلات البيتزا المعروفة
جلست مع الفتاتين في إحدى الطاولات ، إلتفتت رفيقتي بعفوية للوراء و فجأة صار وجهها شاحبا و لم تنطق بكلمة بعدها ، سألتها عما يجري لها فلم تقوى على الرد!
إلتفت لأرى ما الذي جمدها لتلك الدرجة لكني لم أرى شيئا غير طبيعيا!
بل رأيت صديقي قدور يدخل و يتشاجر مع الناذل لأنه اصطدم به دون قصد
ذهبت و أحضرته قبل أن يرتكب جريمة ، رحبت به و هدأته بصعوبة ، بعدها جلس معنا و عرفته على صديقتها ،
و أنا لا زلت أسأل رفيقتي عن سبب خوفها ، لتقاطعني صديقتها :
“الشخص الذي يجلس في الطاولة التي خلفنا مع فتاة يكون أخوها لذلك هي خائفة “
”حسنا لا تخافي لن يراك لن نتحرك من هنا حتى يغادروا هم”
ثم قلت لقدور بأن يتأكد إن كان أخوها ينظر لطاولتنا ، فنظر قدور إليه لينصدم هو الآخر ،
ثم بدأ يتعرق و وجهه يحمر شيئا فشيئا كأنه سينفجر!
نظرت لأرى ما رأى فوجدت أن الفتاة التي تجلس مع شقيق رفيقتي هي أخت قدور.