أراد عمر بن الخطاب الزواج من أم كلثوم بنت أبي بكر
أراد عمر بن الخطاب الزواج من أم كلثوم بنت أبي بكر بعد وفاة أبيها وكان عمر حينئذ أمير المؤمنين ،
فبعث إلى أختها السيدة عائشة رضي الله عنها ، فرحبت بذلك السيدة عائشة وسعدت بهذا الخبر.
فأسرعت إلى أختها تبشرها بالنبأ السعيد.
ففوجئت بأم كلثوم تقول لها : وما أفعل بعمر ؟!
ذلك رجل خشن العيش شديد الغيرة لا يملأ رأسه إلا الرعية.
وأنا شابة أريد من يصب علي الحب صبا ويكون عابدا لله.
فاستنكرت عليها ذلك السيدة عائشة قائلة : يا بنيتي إنه عمر أمير المؤمنين.
فغضبت أم كلثوم وقالت : والله إن لم تتركيني لأصرخن أمام قبر رسول الله أني لا أريد عمر بن الخطاب.
فحارت السيدة عائشة في أمرها ، فذهبت تستنجد بعمرو بن العاص تخبره أنها حائرة في أمرها.
فذهب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب وقال له : ألا تتزوج ؟
فقال عمر بسعادة : بلى ، فسأله عمرو بن العاص : ممن ؟
فرد عليه : أم كلثوم بنت أبي بكر!
فرد عليه عمرو بن العاص : ومالك وتلك الجارية مات أبوها منذ شهور فتبكي لك بالليل والنهار تنعي أباها.
فنظر إليه عمر بن الخطاب نظرة ذات مغزى سائلاً إياه : أوحدثتك عائشة ؟
إقرأ أيضا: الصحابي أنس بن النضر
فرد عمرو بن العاص : نعم
ففهم عمر بن الخطاب ثم أومأ برأسه : إذن لا داعي لها.
كلما تقرأ سطرا من هذه القصة تشعر بوجود درس كبير وعبرة عظيمة.
أنظروا إلى جرأة هذه الفتاة الصغيرة وهي ترفض أمير المؤمنين!
وانظروا إلى هذا المجتمع الرائع الذي تقبل وجهة نظرها باحترام!
وانظروا إلى حسن تدبير أمنا عائشة وعمرو بن العاص في إيجاد طريقة لبقة لإبلاغ عمر بالأمر ،
وَانظروا إلى عمر وهو يتقبل هذا الرفض وهو الفاروق أمير المؤمنين.
وانظروا لأُم كلثوم وهي تعلن دون حرج حاجتها لرجل يصب عليها الحب صبا ،
دون أن يتنافى ذلك مع إشتراطها للدين حين قالت :
(ويكون عابدا لله) ولهذا تزوجت رضي الله عنها بعد ذلك طلحة بن عبيد الله وهو من العشرة المبشرين بالجنة.