أريد قليلا من الماء

أريد قليلا من الماء

يقول نيلسون مانديلا ، رئيس جنوب أفريقيا السابق في مذكراته :

بعد أن أصبحت رئيسا ، طلبت من بعض أفراد حمايتي التجول معي داخل المدينة مترجلين.

دخلنا أحد المطاعم ، فجلسنا في أماكننا وطلب كل منّا ما يريده من طعام.

في الوقت الذي كنّا ننتظر العامل أن يحضر لنا الطعام ، وقع بصري على شخص جالس قبالتي ينتظر بدوره ما طلبه.

قلت لأحد أفراد حمايتي : إذهب إلى ذلك الرجل واطلب منه أن يأتي ويشاركنا الأكل على طاولتنا.

جاء الرجل فأجلسته بجانبي وبدأ كل منا في تناول غذاءه ،

كان العرق يتصبب من جبينه ويده ترتجف لا تقوى على إيصال الطعام إلى فمه.

بعد أن فرغ الجميع من الأكل وذهب الرجل في حال سبيله ،

قال لي حارسي الشخصي: الرّجل الذي كان بيننا تظهر عليه علامات المرض فقد كانت يداه ترتجفان ولم يستطع الأكل إلاّ النّزر القليل.

فأجبته : لا ، أبدا ، ليس كما ظننت.

هذا الرجل كان حارسا للسجن الإنفرادي الذي كنت أقبع فيه ،

وفي أغلب الأحيان وبعد التعذيب الذي كان يمارس علي ، كنت أصرخ وأطلب قليلا من الماء.

فيأتي هذا الرجل ويقوم بالتبول على رأسي في كل مرة ،

لذلك كان يرتعد خوفا من أن أعامله بنفس ما كان يفعل معي فأقوم بتعذيبه أو بسجنه ،

لكن ليست هذه أخلاقي.

الحكمة

عقلية الثأر لا تبني دولة في حين عقلية التسامح تبني أمم.

إقرأ أيضا: نحن الذين نلبس اللصوص ثوب العفاف والقداسة

Exit mobile version