أشكو إليك أمورا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر ولا جلد
أشكو إليك وحدك ليس لأنك الوحيد القادر على إزالة همي وإخراجي من ضيق صدري إلى سعة رحمتك ،
ولا لأنك خير من يسمعني ويعز عليه أمري فلا أهون عنده أبدا.
لكنني أشكو إليك حقا لأنك الوحيد الذي يعلم كيف أتعبتني الحياة وصبِرت ،
وكيف تغيرت الظروف من السيء إلى الأسوء وصمدت ، وكيف خذلتني كل الفرص فلوحت لها بلا حول مني ولا قوة.
أشكو إليك لأنك الوحيد الذي يدرك مدى وجعي رغم تظاهري الدائم بالثبات ،
ومدى حزني رغم ضحكات كثر رسمتها كاذبة على وجهي ،
الوحيد الذي يعرف كم مرة ادعيتُ القوة وأنا أتداعي من الداخل وكم مرة صبرت على أمور تخرب روحي ،
وأنا أردد أن يديك سترحمني قبل أن ينتصر عليَّ كل هذا الخراب.
يارب أنت وحدك مَن يعرف كم تعبت دون جدوى ، وكم ركضت في الطرقات ولم أصل حتى هذه اللحظة لوجهة آمنة ،
وكم علقت من آمال على المستقبل لكنه كان يهزم آمالي في كل مرة.
أشكو إليك لأنك تعلم كل شيء هَمَّني أمره دون أن تكلفني عناء الشرح ،
ولأنني أعرف جادة بأنني لا أستحق الخير لكنني أواسي نفسي بأنك كريم ترسل الخيرات حتى لمن لا يستحقونها ،
ولأنك تعرف ما في نفسي سواء دعوتك به أم خجلت من الدعاء لسوء ما تعرفه عني.