أصدق من هدهد
تنازع الهدهد والغراب يوما على حفرة ماء ، كل منهما يدعي بأن الحفرة له ، واختصما ولم يستطيعا حل الخلاف بينهما.
وبعد نزاع طويل ، إتفقا على أن يحتكما إلى قاضي الطيور ، فذهبا إليه وسردا عليه قصتهما ،
فطلب منهما البينة ؛ فمن يملك البينة تكن الحفرة من نصيبه ، فنظرا إلى بعضهما ، والتزما الصمت.
وعندما طال صمتهما ، علم القاضي بأنه لا بيّنة لواحد منهما على الآخر!
ثم ما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد!
فقال له الهدهد متعجّبا : لمَ حكمتَ لي بالحفرة أيها القاضي؟!
فرد القاضي قائلا : لقد اشتهر عنك الصدقُ بين الناس ، فقالوا : (أصدقُ من هدهد).
فسكت الهدهد للحظة ، ثم قال : إنْ كان الأمرُ كما قلت ، فإني والله لست ممن يُشتهَر بصفة ويفعل خلافها ،
هذه الحفرة للغراب ، ولئن تبقى لي هذه الشهرة ، أفضلُ عندي من ألف حفرة.
العبرة :
سُمعتك الطيبة هي رأس مالك ، وستعيش أكثر منك ،
فتشبث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك وحتى بعد مماتك.
وكُنْ كما قال الإمام الشافعي : قد مات قوم وما ماتت شمائلهم ، وعاش قوم وهم في الناس أموات.