أعلنت إحدى الصفحات عن مسابقة جائزتها سترة صوفية ثمينة من النوع الرجالي ، واختيار الفائز سيكون لصاحب أكثر تعليق.
وللأسف تفاجأت بأن أبي قد وضع أكثر من مائة تعليق نصها :
سترة رائعة أتمنى أن تهدوني إياها لقد وضعت أكثر من مائة تعليق!
أصابتني الدهشة ودمعت عيناي وارتجفت أصابعي وأنا أكتب لهم متسائلة عن عنوانهم ،
أبي الذي لم يتذكره واحد منا بهدية منذ أن وُلدنا ، أبي الذي لطالما حاول إسعادنا وتلبية رغباتنا ومنحنا كل ما نريد ،
لهذه الفستان الذي اختارت ، ولهذا الهاتف الذي أعجبه ولهذه الحقيبة التي أرادتها ، بالإضافة لكل مصاريف الدراسة.
ومع ذلك كثيراً ما شكونا له حالتنا المادية المتوسطة وتفوق زميلاتنا المادي علينا!
ويوم أن طلبت أمي منه أن يبتاع لنفسه سترة صوفية تقيه برد الشتاء قال : لا أشعر بالبرد ما دام الدفء يسري في أوصالكم!
اليوم ابتعتها له وأرسلتها عن طريق البريد وكتبت عليها : لقد فزت معانا بالسترة الصوفية ، كل الحب لك.
وراقبت رد فعله فوجدته قد كتب إلى صفحة المسابقة :
كل الشكر لكم لطالما حلمت بسترة تشبه هذه لكن الظروف المعيشية الصعبة منعتني أن أفعل ،
لكن لو أمكن تستردونها وتمنحوني عوضًا عنها سترة نسائية لابنتي الكبري لأنها على مشارف دخول الجامعة!