أعمارنا أعمالنا
حديث أبي بكرة رضي الله عنه عند الترمذي وغيره وفيه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
خير الناس من طال عمره وحسن عمله ، وشر الناس من طال عمره وساء عمله. صححه الألباني.
فاحذروا من نزيف الأعمار.
لما سمع عكاشة أن سبعين ألفا سيدخلون الجنة بغير حساب ، أسرع فقال :
يا رسول الله ، ادع الله أن أكون منهم ، قال : أنت منهم.
فقال آخر : ادع الله أن أكون منهم ، قال صل الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة.
فبين دخول الجنة بغير حساب ، وبين التعرض للحساب والمساءلة لحظة واحدة ، هي التي كانت بين سؤال عكاشة رضي الله عنه وصاحبه.
وهكذا الأمور مع الله ، تفرق فيها اللحظة ،
وتؤثر فيها التسبيحة ، وتقدم المرء أو تؤخره
دعوة أو دمعة!
أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدرون لأعمارهم ، حتى وإن دخلوا الجنة!
بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية ،
وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام!
رأيت صديقاً لا يوقف تحريك شفتيه ونحن جلوس نتكلم ،
لا يكاد يوقفهما عن التسبيح حتى انفض المجلس ، فقمت وبي من الحسرة على نفسي ما الله به عليم.
الأنفاس الذاكرة ، تورث الغرف العاطرة ، ومهمل الحسنات يفرط في عالي الدرجات.
الأعمار تحسب بالأنفاس ، والجنة غراسها ذكر لا يتعدى طرفة عين.
أيها المتأخرون ، أفيقوا ، فوقفة ساعة يوم القيامة تذيب الجسم من حرها فكيف بمن سيقف يوم القيامة كله؟!
عكاشة وأصحابه المبادرون يعيشون في الجنة قبل الواقفين بخمسين ألف سنة!
إقرأ أيضا: الزوج المطفف
اغتنموا لحظاتكم وعطروا أنفاسكم بذكر الله.
أوقفوا نزيف الأعمار ، فالمعالي لن يبلغها مُدمن راحة.
أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة.
فالله الله في حفظ ما تبقى من أعمارنا.