أقسم بأن لا يتزوج حتى يشاور مائة رجل

أقسم بأن لا يتزوج حتى يشاور مائة رجل

فأقسم وقال لن أتزوج حتى أشاور مائة رجل متزوج ، فشاور تسعة وتسعين وبقي عليه واحد ،

فعزم أن أول من يلقاه في الغد يشاوره ويعمل برأيه.

فلما أصبح وخرج من منزله لقي مجنونًا راكبًا قصبة فاغتم لذلك (للعهد الذي قطعه على نفسه)

ولم يجد أبدا من الخروج من عهده فتقدم إليه.

فقال له المجنون: إحذر فرسي كي لا تضربك.

فقال له الرجل : إحبس فرسك حتى أسألك عن شيء.

فأوقفه

فقال : إني قد عاهدت الله تعالى أن أستشير مائة رجل متزوج وأنت تمام المائة ،

وكنت عاهدت نفسي أن أشاور اليوم أول من يستقبلني ، وأنت أول من استقبلني فإني أريد أن أتزوج فكيف أتزوج.

فقال له المجنون : النساء ثلاثة :

واحدة لك. ، وواحدة عليك ، وواحدة لا لك ولا عليك.

ثم قال: إحذر الفرس كي لا تضربك ومضى.

فقال الرجل : إني لم أسأله عن تفسيره
فلحقه فقال : يا هذا إحبس فرسك فحبسها ،

فدنا منه وقال : فسره لي فإني لم أفهم ما قلت.

فقال : أما التي لك فهي المرأة البكر فقلبها وحبها لك ولا تعرف أحدا غيرك إن أحسنت إليها قالت :

هكذا الرجال ، وإن أسأت إليها ، قالت : هكذا الرجال.

إقرأ أيضا: يحكى أن ملكا أعرج ولا يرى إلا بعين واحدة

وأما التي عليك ، فالثيب ذات الولد تأخذ منك وتعطي ولدها وتأكل مالك وتبكي على الزوج الأول.

ُوأما التي لا لك و لا عليك ، فالثيب التي لا ولد لها إن أحسنت إليها قالت هذا خير من ذاك ،

وإن أسأت إليها قالت : ذاك خير من هذا
فإن كنت خيرا لها من الأول فهي لك وإلا فعليك.

ثم مضى ؛ فلحقه الرجل ، فقال له : ويحك تكلمت بكلام الحكماء وعملت عمل المجانين!

فقال : يا هذا إن قومي أرادوا أن يجعلوني قاضيا فأبيت فألحوا علي فجعلت نفسي مجنونا حتى نجوت منهم.

Exit mobile version