نحو حياة أفضل

أليس الله بكاف عبده

أليس الله بكاف عبده

تنتاب كل منا أوقات يشعر فيها أنه بات وحيدا في ساحة من الهموم والمتاعب أو القلق ،

فلنتذكر قول الله عز وجل { أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده }.

كم تشعرني هذه الآية الكريمة بالدفء ، وبرحمة الله عز وجل وكرمه.

والله ما وكلت أمري لله عزّ وجل يوماً إلا قضى لي مطلبي ،

وما استغثتُ به يوما في أزمة أتعبتني إلا أغاثني بأفضل مما أتوقع.

وما خفتُ أمراً فدعوتُه إلا كفاني إياه.

ما استغنيتُ به عن الناس إلا فتح لي أبوابا من السكينة والطمأنينة.

أقول لكل مهموم أحاطت به المصائب والكروب من كل جهة : ( أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

أقول لكل مظلوم تكاثرت عليه قوى الشر 🙁 أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

وأقول لكل متعب أرقته الحياة طويلا ، فما عاد ليله ليلا ولا نهاره نهارا : (ألَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

أقول لكل من فارقه محبوب فترك في قلبه فراغا : ( أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

وأقول لكل من تتعثر قدماه في طريق طلب الرزق فبات مهموما : ( أَلَيس اللّه بِكَاف عبده )؟!

أقول لكل وحيد حزين : ( أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

أقول لكل لكل من أرهقته الحاجة : ( أَلَيس اللّه بِكَافٍ عبده )؟!

وأقول لنفسي مع كل هؤلاء : هل جربت الخلوة مع الله؟!

في الخلوة مع الله : لا تحتاج إلى حجز موعد مسبق بل كل الأوقات متاحة بين يديك وأنت من تقرر! ما أكرمك يا الله!

في الخلوة مع الله : لا تحتاج إلى إعتذار لإطالة اللقاء لأنه يحبك ويحب مناجاتك ! ما أرحمك يا الله!

وفي الخلوة مع الله : لا تحتاج للإعتذار بسبب تكرار الموضوع فهو يحب المُلحّين! ما أعظمك يا الله!

في الخلوة مع الله : لا تحتاج لأن تكون صاحب عبارة منمقة وحجة دامغة لتنال طلبك ،

1 3 4 10 1 3 4 10

فهو يعلم بحاجتك قبل سؤالك! ما أقربك يا الله!

إقرأ أيضا: مراعاة المشاعر

في الخلوة مع الله : لن تصاب بالإحراج لو دمعت عينك أو تلعثمت كلماتك فالضعف بين يديه قوة وعزة! ما ألطفك يا الله!

وفي الخلوة مع الله : يمكنك الإعتراف بالخطيئة دون أن تخاف من تبعات الإعتراف ،

لأنه يحب منك الإعتراف بالإقتراف! ما أجلك يا الله!

وأخيرا في الخلوة مع الله : تنتهي لحظات خلوتك وقد وضعت بين يديه حاجاتك وتمضي ،

والرب يدبر لك ما يصلح حالك ومآلك وأنت لا تشعر.

فطوبى لأصحاب الخلوات ، حين تنادي (يا رب ) أبشر لن تخيب!

إما يلبى لك النداء ، أو مدفوع عنك البلاء ، أو مكتوب أجرك في الخفاء (أليس الله بكاف عبده )؟!

يا حاضر الجسم والقلب غائب ؛ إجتماع العيب مع الشيب من أعظم المصائب ،

يمضي زمن الصبا في لعب وسهو وغفلة ؛ يالها من مصائب.

يا من كلما طال عمره زاد ذنبه ، يامن كلما ابيض شعره اسود بالآثام قلبه.

ويامن تمر عليه سنة بعد سنة ، وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة ،

يامن يأتى عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام ؛

إحذر السكرة والغفلة قبل أن يفاجئك الموت وأنت على الغرة ، فلا يصف واصف قدر ما تلقى ولا قدر ما ترى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?