أمام بيتنا يمر نهر النيل
أمام بيتنا يمر نهر النيل ، وفي ليلة كنت حزينا بسبب بعض المشاكل وما زاد نفسي سوءا أني لم أجد أحدا أحدثه بما في خاطري.
خرجت وقد ضاقت نفسي وامتلأت حزنا حتى أحسست أن الكون يضيق علي شيئا فشيئا.
كان القمر مكتملا وجلست على حافة النهر أنظر لانعكاس صورتي على صفحة المياه المتلألأة وقد دمعت عيناي وتساقطت بعض دموعي في الماء ،
وضعت يدي على رأسي وغفوت لحظات ولم ينبهني سوى يد وجدتها على كتفي تربت عليه ،
رفعت رأسي فإذا بفتاة في غاية الجمال حتى أني أحسست أنها حورية من جنان الخلد خرجت ،
إنتفضت في باديء الأمر بعدما رجعت لوعيي ولكني سألتها من أنت؟ ولماذا تقفين هنا؟!
قالت : لقد تساقطت دموعك في الماء بينما أسبح فيه وكانت مليئة بالحزن فآثرت أن أطمئن عليك وأخفف عنك.
سألتها ما اسمك ومن تكوني؟!
قالت وهي تنظر إلي بعينان كأنهما بحر أزرق المياه هادئ المنظر لكنه عميق يغرق فيه أمهر السباحين :
إسمي رغد وأنا حورية أعيش في النهر منذ زمن بعيد أنا وأسرتي.
وكنت أسبح لأصل إليهم ولكني عندما سمعت صوت دموعك تسقط ورأيت خلالها حزنك توقفت.
حكيت لها ما يؤلمني وأسدت إلي نصائح عديدة وأحسست بهمومي التي كانت مثل الجبال تتلاشى ،
وما هي إلا سويعات أحسست أنها دقائق ، حتى استأذنت في الإنصراف ،
ولكني لم أتركها حتى قطعت عهدا أن أقابلها مرة ثانية فوافقت على أن يكون بعد شهر.
ومنذ ذلك اليوم وأنا أذهب للمكان حيث ألقاها ونصائحها تدفعني للأمام وجعلتني أصل لأعلى المراتب ،
بل وحققت أحلامي ولكنها ظلت هي حلمي الأكبر الذي أريد تحقيقه.