أميرة الورد وأميرها الجزء الثاني
أميرة الورد وأميرها الجزء الثاني
كانت الفتاة من غير ملابسٍ تذكر ، لكن بتلات الورود كانت تسترها ، فتقدم منها سامر وخلع ردائه وغطاها به.
نظر الفتى إليها فتحير من شدة جمالها ، كانت ذا بشرةٍ بيضاء وعينين خضراوتين وشعراً أصفر يتموج كالشلال على كتفيها ،
لكن الشيء الأكثر تميزا ، هو لون تلك الشفاه الوردية التي كانت العلامة الفارقة في بحث الأمير.
هنا رفعت الفتاة رأسها حتى استوت جالسة بعد أن كانت مستلقية ،
نظرت حواليها ثم نظرت إلى سامر فشاهدته يرمقها بنظراته ، فأطرقت إلى الارض وقد تورّدت وجنتاها خجلاً ثم حركت شفتيها بكلامٍ فصيحٍ جذاب فقالت :
لقد شعرتُ بك يا فتى ، أحسستُ بقوة مشاعرك وهي تحملني من عالمي إلى هذا العالم.
قال سامر : إنها مشاعر حبي لكِ يا أميرة الورد.
نظرت الفتاة إليه ثانيةً وقالت : الحب تقول؟
قال : نعم هو الحب ، أرجو منكِ يا أميرتي أن تتقبلي مشاعري تجاهك ،
وأن تبادليني تلك المشاعر لتجعلي مني أسعد رجلٍ في العالم.
هنا مدت الفتاة يدها نحوه مبتسمة وكأنها قد قبلت عرضه ، فشعر هو بالسعادة الغامرة وأمسك يدها ثم حملها بين ذراعيه وسار بها إلى خارج الكهف ،
فطوقت هي عنقه بذراعيها وأخذا ينظران لبعضهما ثم قالت له :
من أنت أيها الفتى بحيث استطعتَ أن تجذبني إليك بتلك الطريقة؟
قال : اُدعى سامر ، وأنا في مملكتي أمير.
ثم شرح لها كيف أحبها وتعلّق بها من قبل أن يراها ، ثم سألها عن اسمها فقالت :
إنهم يلقبوني في عالمي بأميرة الورد ولا أعلم لي إسماً آخر.
قال : سأدعوكِ بإسم وردة ، ما رأيكِ يا وردتي؟
إبتسمت هي وقالت : الرأي رأيك يا أميري.
إقرأ أيضا: أميرة الورد وأميرها الجزء الثالث
كانت الفتاة من اللطافة بمكان بحيث تشعر أنها ستطفو في الهواء من شدة لطافتها ، أو أنها قد تنكسر بين يديك لو حاولت لمسها.
كل ذلك جعل من سامر بالفعل أسعد رجل في هذا العالم ،
فها قد تحقق حلمه وانتهى بحثه أخيراً بالعثور على معشوقته التي لا مثيل لها في كل الدنيا ، أميرةً من عالم الخيال العجيب.
وضع سامر الفتاة على ظهر فرسه ، ثم ركب خلفها وأمسك باللجام وهو يطوق فتاته بين ذراعيه ،
ثم انطلق في رحلة العودة إلى مملكته التي غاب عنها طويلا ، حاملاً معه زوجة المستقبل.
وفي طريق العودة ، لم تستطع وردة إخفاء انبهارها بعالم الأرض ،
فكانت تشير إلى كل شيء تراه فتسأل عنه سامراً بالقول : ما هذا الشيء يا سامر ؟
كانت تشير إلى الأرانب والسناجب والأشجار والطيور والصخور ،
وكان سامر يجيبها في كل ذلك بفرحٍ وحبور ، ودون أدنى تذمرٍ أو فتور.
حتى وصل الإثنان إلى مرتفعٍ يطل على أكبر تجمعٍ للمياه تشاهده وردة ،
فشهقت الفتاة لشدة عظمة ما تراه عيناها ، فأخبرها سامر بأنه يسمى البحر.
إستغرقت وردة بالنظر إلى البحر ثم قالت : إنه واسع ومهيب.
قال سامر : إنه ليس بأوسع من حبي لكِ يا وردة.
إلتفتت هي إليه وقالت : أنت لا تفتأ تذكر الحب ولكنك لم تريني إياه بعد.
تحير هو فقال : الحب إنه ، إنه شيء عميق للغاية.
قالت : عميق؟ كم هو عميق؟ أهو بعمق هذا البحر؟
إبتسم هو وقال : لا يا وردة ، فالحب ليس شيئاً مادياً حتى يمكن قياسه بالأشياء ،
بل هو مجموع الأقوال والأفعال والمشاعر التي تجمع بين شخصين حميمين ، بحيث تتوثق صلتهما بسبب ذلك الحب ،
ويزداد ارتباطهما ببعضهما البعض كلما اشتد الحب بينهما.
لا يمكن مقارنة الحب بالبحر ، لأن البحر له حدود ، أما حبي لكِ فليس له حدود.
يتبع ..