أم زوجي
لا نعلم من هذه التي تعيش معنا اليوم لا مفر نختبئ أم نقاتل.
أنا فتاة كنت على وشك الزواج ، كان الشخص الذي سأتزوج به لطيف معي ، لكن والدته لم تكن كذلك كان قلبي ينقبض كلما رأيتها ،
لكنني كنت أحبه وكان جيد معي ، لذا استمرت الخطبة وتزوجنا ،
لكن بعد أسبوع واحد فقط رأيتها تأتي لزيارتنا كان حديثها قليل ،
لكنها شخصية قوية ونظراتها حادة وربما تشعر أنها بلا مشاعر كتلة صامتة متحركة.
مكثت معنا ذاك اليوم تصرفاتها غريبة ، فقلت لزوجي ألا تشعر ببعض الغرابة؟
أجابني لا فوالدته دائما هكذا ، لكنها التي قامت بتربيته وجيدة معه رغم صرامتها الواضحة وهدوئها الشديد.
كانت تنظر لي كمن قتل لها شخص عزيز لديها ، أعلم أنها لم تكن موافقة على زواجنا ، لكن الأمر محسوم الآن!
أثناء تناول الطعام لم تأكل أي شيء حاولت مرارًا وشعرت بغصة في قلبي وإحراج شديد ؛
لأنها لم تأكل أو تشرب أي شيء على الإطلاق.
ظننت أنها لا تحب الطعام الذي أعددته وانتهى الأمر وفي المساء قلت لزوجي لماذا لم تأكل والدتك؟
ليخبرني بأنه لم يراها تأكل قط فلديها طقوس خاصة بها لا تشرب أو تأكل سوى بغرفتها.
كان فضولي شديد فكيف لم تأكل معه أو مع والده كأسرة سعيدة؟
لكنه يدهشني للمرة الثانية ، ويخبرني أن والده توفى قبل مولده بأشهر ، وهي من قامت بتربيته.
لم أضغط عليه بكثرة الأسئلة فالتزمت الصمت وأصبحت أراقبها.
في بادئ الأمر لم أرى منها أي تصرف غير لائق عدا عدم أكلها وصمتها ونظراتها الحانقة لي.
سافر زوجي للعمل ، وترك والدته في منزلنا كي نستأنس ببعضنا البعض ، وبالفعل وافقت دون إرادتي.
اليوم الأول لم يحدث شيء ، لكن كثرت الكوابيس ، وأرى أشياء في المنزل كائنات يظهر ظلها فقط.
إقرأ أيضا: سيدة جزائرية تبكي وحدها في مطار الجزائر
حاولت أن أتجاهل ، وأصلي وأحادث زوجي ، حتى يطمئن قلبي.
في أحد الأيام شعرت بمن يتجول في المنزل كانت في تلك الليلة قد غادرت أم زوجي ولم تعد بعد ،
كدت أموت من الخوف ، ظللت أتتبع مصدر الصوت ، لكن لا يوجد أي شيء.
كنت في المطبخ فرأيت ظل لشيء ما يركض من خلفي مع همسات خفيفة في أذني ليدق قلبي بعنف فالتفت للخلف بحذر شديد ،
لكني لم أرى أي شيء.
فركضت أنا لحجرتي وجلست على السرير وغطيت جسدي بالكامل ،
وهاتفت زوجي لأقص له ما حدث ليقول لي أنها مجرد خيالات من عقلي الباطن ليحدثني ، حتى أذهب في سبات عميق.
رأيتها أمامي عيونها سوداء مخيفة وشعرها الطويل يتدلى على ظهرها تقف بيني وبين زوجي ،
كلما اقترب مني أرى ديدان وحشرات سوداء رائحة كريهة تنبعث في أرجاء المنزل.
وضعت يدي على أنفي كي أمنع تنفس تلك الرائحة البشعة ،
لأمسك يد زوجي وإذا بي أراها تقترب نحوي أشعر بقلبي يدق بسرعة أحاول الركض ،
لكن زوجي يمسك يدي لا يتركها هي تقترب لتمد يدها داخل صدري وتقطع في جسدي وتخترقه.
كانت لا تبدوا إنسية كأنها شيطان أرأني أتمزق ،
وهي تقول لا يجب أن يتزوجك حاولت مرارًا وتكرارًا أن أستيقظ لأستفيق وأنا أصرخ أشعر بجسدي يؤلمني.
رأيت يدي لونها أخضر كما لو أن أحدهم أمسكني بالقوة ليعلم موضع يديه ،
لأنني ليس لدي عائلة سوى عمي الذي أبغضه ، ولا مكان أذهب إليه.
هاتفت زوجي وقلت له بأن يأتي لا أريد المكوث في المنزل.
حاول فهم الأمر مني ، لكنني لم أجيب ليقول لي سيأتي بعد يومين.
إقرأ أيضا: أرسلت إحداهن لصفحة تعرض المشكلات على الناس تنتظر منهم الحل
أتت والدته بعدما أغلق الخط ، وجهها شاحب وتبدوا مريضة لأقترب منها بخوف وقلت لها :
هل أنتِ بخير.
نظرت لي كأنها تود أن تحرقني وتغادر ذاهبة لحجرتها.
لم أقترب أبدًا من حجرتها ، كان قد مر شهرين على زواجي ، منهم أسبوع ونصف زوجي لم يكن في المنزل ،
كانوا أسوء أيام حياتي بعد تعذيب عمي لي ، بل أبشع منه.
في نفس اليوم شعرت بتعب شديد في معدتي ، ولا أقدر على فعل أي شيء في تلك اللحظة ،
تدخلت أم زوجي وقالت لي يبدوا أنكِ حام.!
لم تبدي أي ردة فعل كأنها تتمنى أن لا يحدث هذا!
تغاضيت عن الأمر ، ذهبت لعمل تحاليل ولم أخبرها بهذا وعلمت بالأمر وهاتفت زوجي بأن لا يتأخر.
عدت للمنزل ، لكنني لم أجدها فتذكرت كلمات ابنها بأنها تذهب تزور بعض أقاربها وتعود عندما تنتهي.
لم أبالي ودخلت غرفتي وجلست على الفراش كنت منهكة من التعب تمددتت ولم أشعر بشيء حولي من شدة التعب.
فتحت أعيني على صوت ينادي علي كان مبهم لا أعلم لمن هو لا يشبه صوت سمعته من قبل.
ظل ينادي فقمت بتكاسل وأنا أتساءل من هذا الذي في منزلي وينادي بمثل هذه الطريقة؟
سرت ببطء كنت أضع يدي على أي شيء يقابلني فالأنوار مقفلة ،
ظننت أن الكهرباء قد انقطعت ، لكن بعد ضغطي على الزر أضاءت الغرفة.
فتعجبت من هذا قلت في نفسي بأن حماتي من أقفلت الأنوار ، فنفيت هذا التفكير لأنها لم تفعل هذا من قبل تركت التفكير جانبًا ،
وخرجت وأنا أسير بجوار الحائط ظلام دامس مريب وهدوء يجعلك تشعر بالقلق والإرتباك.
الصوت أصبح منخفض مهلًا قادم من الغرفة التي بجوار المرحاض!
إقرأ أيضا: قصة بريئة!
كنت أسير بحذر شديد انفتح الباب بمفرده الذي كان مغلق أصارع الوقت أتمنى أن يكون هذا كابوس مزعج وسأفيق منه.
ضوء بنفسجي غامق يشع من الداخل نظرت وأنا بجوار الحائط للداخل بنصف رأسي ،
رأيتني جالسة على السرير ممسكة بشيء يبدوا أنه طفل صغير.
فجأة رأيتني أنظر باتجاهي وبيدي رأس طفل رضيع وابتسم برعب شديد ، وأنا أردد لن يدوم طويلًا.
ليقفل الباب عنوة في وجهي وصرخت صرخة عالية بعد أن شعرت بيد على كتفي وإذا بها أم زوجي ،
وجهها صارم تنظر لي بلامبالاة وهي تخبرني ماذا أفعل هنا؟
لا أستيطيع التحدث لتخبرني بصرامة أن أذهب لحجرتي ولا أتبع هوائي.
كلماتها جعلتني أركض مسرعة للحجرة كمن فك قيود قدمي ،
أقفلت الباب خلفي وجسدي ينتفض من الرعب والخوف شعرت بألم يجتاح بطني وظهري ،
لكنني تحاملت قليلًا فالوقت مر بسرعة كبيرة تبقى ساعتين وزوجي أوشك على الوصول.
تجاوزت الوقت بصعوبة ووصل زوجي ليدخل غرفتنا وقصصت عليه ما حدث بالكامل ليخبرني بأنها خزعبلات ليس أكثر ،
وفي المساء نحن الإثنين شعرنا بشيء مريب في المنزل أصبح شديد الهدوء بالرغم من أن بالخارج شارع مزدحم لا ينقطع المارة منه.
الظلام يخيم عليه ، ونسمع صوت همسات وكلمات تأتي من الخارج لنخرج سويًا كي نعلم ما هي تلك الأصوات ،
لنجد شخص جالس في أرضية غرفة المعيشة وحوله الكثير والكثير من الأطياف جسده ينتفض وهو يتحدث يبدوا أنه شعر بنا ،
ليقف ويستدير لنصتدم مما نرى أنها والدته.
إقرأ أيضا: الشاعر أبو نواس عاش طوال حياته مشهورا بالمجون
وجهها دميم ومخيف وجسدها أسود حولها هالة كثيفة من الدخان المتصاعد وهي تطفوا في الهواء قدمها تظهر أنها تسير للخلف ،
وهي تعطينا وجهها هل تفهمون ما أقصده قدمها عكس جسدها.
لتصرخ في وجهنا وتقول هو ابني.
نظرت لزوجي الصدمة ما زالت على وجهه من هذه!
لتقترب منا ببطء وهي تقول لقد ربيتك بعد أن قتلت والدتك فهي أخذت والدك مني ، وأتيت أنت وأخذتك بعيدًا وقمت بتربيتك ،
لكن والدك لم يتحمل ما حدث لأمك ، لذا مات بعدها أنت تشبهه كثيرًا أحببتك بشدة ، لم أعترض على أي شيء تريده ،
وأي أحد يضايقك كنت أعاقبه بشدة تكاد تصل للموت ، وهذا جزاء ما فعلته معك! تتزوج رغم محاولاتي المستديمة لإلغاء هذا.
ليزداد غضبها ويتشقق وجهها كبركان كاد أن ينفجر ويخرج منه الحمم البركانية ،
وكلما اقتربت نبتعد ونعود للخلف ضحكات في كل مكان وكلمة انتقام قتل تتردد بكثر هناك الكثير يرددها.
وإذا بها تشير إلى بطني وتقول هذا الطفل ملكي لن يأخذه غيري ولن تنجبي بعده أبدًا.
الخوف والرعب لا أستطيع الصراخ أمسك في ذراع زوجي وأحاول أن يجعله يستفيق.
في تلك اللحظة ركضت لأقفل الباب في وجهها ، واختبئت أنا وهو أسفل السرير ،
كنا نسمع صرخاتها وضحكاتها تارة أخرى مخيفة ومرعبة ، الآن نحن أسفل السرير وهو قد استفاق من صدمته ، وقال لي ماذا سنفعل.
إقرأ أيضا: السيدة تريزا جيوشيلي
قمت برفع طرف الغطاء المتدلي من على الفراش لأرى قدمها ورأسها في منتصفهم تنظر لي بابتسامة جعلتني أصرخ رعبًا ،
وهو كذلك لترفع رأسها وتقول ، لن تخرجوا من هنا قبل ولادتك للطفل.
ماذا أفعل ساعدوني أعتقد أنها اكتشفت أن هاتفي بحوزتي فهناك صرخة غضب وحوافر تقطع الفراش والجدران وتقترب نحوي أرجوكي النجدة.