أم سيدنا موسى ولدت وعاشت في مصر
أم سيدنا موسى ولدت وعاشت في مصر
أم سيدنا موسى ذكر القرآن الكريم العديد من القصص ، لأخذ العبرة والإتعاظ من أحوال أقوام سبقونا ،
وأورد في هذه القصص ذكر العديد من الشخصيات ، بعضهم وردت أسماؤهم صراحة وبعضهم جاء ذكرهم إشارة ورمزًا ،
ومن هؤلاء الشخصيات أم سيدنا موسى وأخته.
أم سيدنا موسى : ولدت وعاشت في مصر ، كانت كريمة الأصل ، عريقة المنبت ، مؤمنة صالحة ،
تزوَّجت عمران بن قاهت بن لاوي بن سيدنا يعقوب عليه السلام.
إسم أم سيدنا موسى
لم يذكر القرآن إسم أم سيدنا موسى عليه السلام صراحة.
أخت سيدنا موسى
وأخت سيدنا موسى عليه السلام هي مريم بنت عمران ،
وافق اسمها إسم السيدة مريم أم عيسى عليه السلام وقيل : إن اسمها كلثمة ، وقيل : كلثوم.
قصة سيدنا موسى
تعد قصة سيدنا موسى عليه السلام من أكثر قصص القرآن ذِكْرًا ،
فقد ذُكِرَت بجميع حوادثها وتفصيلاتها منذ مولده ، بل قبل مولده.
وورد ذكر أم سيدنا موسى عليه السلام وأخته في موضعين في القرآن الكريم ، الأول في سورة طه ،
وهو قوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾ [طه: 37 – 40]
والثاني في سورة القصص وهو قوله تعالى : ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ *
إقرأ أيضا: صحابية في ليلة زفافها قتلت سبعة من الروم
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ *
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ *
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ *
وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ *
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [القصص: 7 – 13]
وذكرت هذه الآيات الإيحاء إلى أم سيدنا موسى عليه السلام بإرضاعه وإلقائه في اليم ،
وذلك لما خافت عليه من فرعون وجنوده أن يقتلوه ؛
لأنهم كانوا يقتلون أطفال بني إسرائيل بسبب رؤيا رآها وفسرها له المفسرون بأن هلاكه سيكون على يد طفل من بني إسرائيل.
إلقاء سيدنا موسى في اليم
أوحى الله إلى أم موسى أن تضعه في صندوق وتلقيه في النيل ، ووعدها الله بأنه سيحفظه ويرده إليها ويجعله من المرسلين ،
ففعلت ما أمرها الله بكل ثبات ويقين في وعد الله.
ووضحت لنا الآيات أحوال أمه وما مرت به من أهوال عصيبة من ولادته حتى رجوعه ،
ووصفت أحوالها وخلجات نفسها ، وهي بهذا الوصف تبين لطف الله بها وحسن تدبيره لها.
وذكرت لنا هذه الآيات ما اتَّصفت به أم موسى عليه السلام ،
فقد ضربت لنا مثلًا في الأمومة الحانية وفي العاطفة الصادقة ،
العاطفة المنضبطة والمحكومة بالإيمان واليقين والإلتزام بأوامر الله عز وجل ،
فهي مع حبها لموسى وخوفها عليه فقد ألقت به في اليم إمتثالًا لأمر الله عز وجل ويقينا بوعده سبحانه.
المصادر :
إبن كثير / البداية والنهاية.