أنا دائما عندي فتور في العبادة وكلما تقربت إلى الله أنتكس مرة أخرى ، رغم أنني أحب ربي ، وأرغب أن أتقرب منه ماذا أفعل؟!
كلنا كذلك ، والإمام الشافعي رحمه الله كان يقول :
سيروا إلى الله عرجى ومكاسير ، ولا تنتظروا الصحة ، فإن إنتظار الصحة بطالة.
ومعنى هذا الكلام :
إذا أحسست وأنت تمشي في هذه الحياة أن عبادتك مليئة بالمطبات ، وبعدم وجود روح في العبادة ،
أو هناك تقطع أو ملل من العبادة ، أو ثقل على النفس فعليك أن تبقى متمسكاً بأستار الإستمرار ، حتى تنال الرحمة.
إذا سقطت في الطريق فقم وأكمل ، وتأكد أن هذا من الجهاد الذي يقول الله فيه :
( والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا )
فأكمل طريقك إلى الله حتى ولو زحفا.
مُقصر في الصلاة ؟
صل رغم التقصير ، لكن لا تقطعها واجتهد ما استطعت.
حجابك يا أختي ليس كامل ؟
إستمري عليه ، وحاولي تحسينه ، لكن لا تخلعيه.
تقرأ القرآن بشكل متقطع ؟
إستمر على ما أنت عليه ، وإياك أن تهجره.
وهكذا في كل العبادات ، لا يكن تقصيرك سبب التوقف عن الخير ، ولا تقطع حبالك مع الله.
إبن القيم رحمه الله يقول :
لا يزال المرء يعاني من الطاعة ، حتى يألفها ويحبها ،
فيقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً ، توقظه من نومه إليها ، ومن مجلسه إليها.
فإياك وترك سترة العبادة مهما كانت مرقعة.
إقرأ أيضا: لماذا تغير طعم التفاح
واعلم أن ربنا جل وعلا لن يتركك أبداً ، وسيعينك إذا رأى منك صدق الإِقبال عليه ، والإصرار على الطاعة.
وتذكر دائماً قول الله تعالى في الحديث القدسي :
( ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً ، تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ، ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً ، تقَرَّبت مِنْه باعاً ، ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة )
فاستمسك بالعبادة ولو كنت مقصراً ، واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تخلع عن نفسك سترة العبادة مهما اعتقدت أنها مرقعة.