أنت لي وحدي الجزء الثالث
أنت لي وحدي الجزء الثالث
ما إنْ رأى عمه ، حتى صرخ بوجهه قائلا :
-سأقت*لك إنْ أصرَّيتَ على الزواج من مها.
ابتسم ابتسامة صفراء ثم قال له : أخرج من معملي الآن ولا أريد أن ألمح وجهكَ البتة وإلا أخبرتُ الشرطة عنك بأنكَ تنوي ق*تلي.
ما إن انقضَّ عليه حتى أسرعَ رجاله وأبعدوه عنه ثم طرحوه أرضاً ، وبعد بضع لكمات وركلات ، قال لهم عمه :
توقَّفوا وارموه خارجاً ككيس القمامة.
عاد إلى المنزل وهو يعرج ويبكي بصمت ، ويدعو الله قائلا : يا جبَّار يا منتقم ، وكَّلتُ أمري إليك.
في اليوم التالي لم يخرج يزن من غرفته ، وهو يتخيل مها بجانب عمه ويبكي ، لكن حاله لم يكن أكثر سوءاً من حالها ،
فقد كانت منهارة القوى ، تحدّث نفسها كأنها أوشَكَت على الجنون :
كيف سأكون بعد ثلاثة أيام زوجة لرجل بعمر أبي ، لماذا خسرتُ يزن إلى الأبد ، يا ليتني صارحته ولم أكتم حبه بقلبي.
بعد أن تأكد والدها من أنَّ المزرعة والمنزل والسيارة باتوا باسم إبنته ، تمت الخطوبة بكل يسر.
كانت مها مغيّبة عن وعيها طوال تلك الساعات وهي تقاوم دموعها التي نزلت عنوة عنها بين الحين والآخر ،
فأمضت كل وقت الخطوبة ولم ترفع رأسها عن الأرض.
بعد انتهاء الخطوبة أمضت الليل تبكي حالها كحال يزن.
في اليوم التالي قرر يزن أن لا يستسلم للحزن ، كونَ أمه تحتاج إلى مساعدة بمصروف المنزل ،
فنزل يبحث عن عمل وهو يقاوم حزنه بشق الأنفس.
بحثَ ليومين متتاليين لكنه لم يجد عملاً ، مما جعله يستسلم بيوم زفاف عمه على مها.
فاستيقظ في صباح اليوم التالي ودموعه تنهمر بصمت ، وأمضى طوال النهار بغرفته بدون طعام أو شراب.
إقرأ أيضا: قصة إنتقام
كان ذلك اليوم من أروع أيام حياة عمه ، فبعد أن جهَّز الأوراق التي تثبت تنازله عن الممتلكات لمها ،
ولم يعد ينقصها سوى توقيعها ، استقلَّ سيارته مساءاً قبل ساعة من الموعد المحدد لعقد القران ،
وسابق الرياح لمنزلها بسرعة جنونية لأول مرة في حياته ،
وشاء الله في الوقت الذي وصل به لطريق سريع ، كانت به سيارة تسير بسرعة هائلة يقودها رجل ثمل حزين على فراق حبيبته له ،
وبدون أن يعي اصطدم بسيارة عم يزن ، فأصبحَت السيارتان ملتصقتان ببعضهما كالعجين.
مات عمه بنفس اللحظة ، ومن شدّة الاصطدام كانت جثته قد تشوّهت بشكل تام ، فلم يتم التعرف إليه بنفس اليوم.
بعد أن نفد صبر والد مها وانسحاب المدعوّين واحداً تلو الآخر ، غضب والدها بشدة ،
فقد اعتبر أنه قد تراجع عن الزواج بابنته بآخر لحظة ، وقرر أن لا يعيد إليه المنزل والسيارة مهما كان عذره.
من شدة فرح مها اتصلت بيزن معتقدة أنه السبب في تراجع عمه عن الزواج بها ،
وما إن رنَّ هاتفه فتح الاتصال ، فقالت له ودموع الفرح تغمر عينيها :
أشكرك من صميم قلبي ، فقد تراجع عمك عن الزواج بي في آخر لحظة ، ولم يأتِ
أغلقت الاتصال بسرعة كي لا يلحظ والدها ، وتركته من هول الصدمة يبكي فرحاً وهو يشكر الله على المعجزة التي جعلت عمه يتراجع.
وبعد يومين تمت معرفة هويته بعد أن ظهرت نتيجة تحليل الحمض النووي ، فتم التواصل مع يزن على الفور.
كان خبر وفاته صدمة كبيرة له ، فسامحه بنفس اللحظة ودعا له بالرحمة.
أقام لعمه عزاءاً وبعد ثلاثة أيام ، قالت له أمه :
يجب أن تقوم بإجراءات حصر الإرث ، كونكَ وريثه الوحيد.
نظرَ لها بدهشة والبسمة تغمر وجهه ثم قال :
أتصدقي أني نسيت؟!
إقرأ أيضا: قصتي مع الرجل الإيطالي
ولأنه خشي أنْ يزوّجها والدها قبل انتقال الأملاك لاسمه ، ذهب كي يتوسل إليه أن يزوجه مها بعد أن يصبح مليونيراً.
ما إن رآه حتى صرخ بوجهه قائلا : هل أرسلكَ عمك للوساطة بيني وبينه؟!
عمي توفي .
كادت جفونه أن تتمزق مما سمع فأومأ له بالدخول.
بعد أن أقسم له بأنّ أمه لم تكذب وقد قالت بأن عمه قد سرق نصيب أبيه من الميراث لشدة القهر الذي عاشَته بعد أن استفزّها ،
ثم أخبره أنه أصبح من أصحاب الملايين مبدئياً كونه الوريث الوحيد لعمه ،
وأنه سيكتب لها عند الزواج الممتلكات التي يريدها ، وستحيا معه كالملكات.
صمت لبرهة وهو يفكر بكلامه ، ولأنَّ ابنته لم تأخذ الڤيلا والسيارة ورصيد البنك ،
طلب منه نفس الممتلكات التي كان سيكتبها عمه مع تحديد مبلغ خمس ملايين ،
إلى جانب منزل وسيارة ورصيد بالبنك له بخمس ملايين.
وافق على الفور ، وبعد أن تمَّ نقل كل الميراث له ، نقل سكنه مع أمه للڤيلا التي كان يقطن بها عمه ، ثم أقام زفافاً أسطورياً لحبيبته.
كانت تلك الليلة من أروع ليالي حياتهما ، فالضحكة لم تفارق وجهيهما إطلاقاً ،
وبعد انتهاء الزفاف خرجا مباشرة للإقامة أسبوع عسل في أفخم الفنادق.