أنت لي وحدي الجزء الثاني
طرق عمه باب منزل أهل مها بدون موعد مسبق ، ففتح والدها مصدوماً : ما الذي أتى بكَ ، ألم أقل أنَّ لا بنات عندي للزواج؟!
اسمعني خمس دقائق وإن لم يعجبك كلامي اطردني.
أومأ له بالدخول ، فدخل وقلبه يتراقص فرحاً وما إن جلس حتى قال له :
زوجة المرحوم أخي ، تحاول دائماً من اليوم الذي مات به أخي أن تشوّه صورتي أمام الناس ،
لعلي أرضخ وأعطها نصف ميراثي ، فأبي لم يكتب شيئاً لأخي لأنه لم يتوقف يوماً عن شرب الكحول ، التي كانت السبب بوفاته.
فخاف أبي أن تضيع ثروته بين ليلة وضحاها وأنا أعذركَ إن خفتَ أن تعطيه إبنتك ، كي لا يصبح كأبيه يوماً ما ،
فتحيا إبنتك معه بعذاب ، ولأجل ذلك جئتُ أطلب منك يد إبنتك لي ، كي أسعدها وأجعلها تحيا كأميرات الروايات الخيالية ،
سأكتب باسمها منزلاً ومزرعة وسيارة بعد الخطوبة ، وبعد الزواج سأكتب لها ڤيلا مع سيارة وأفتح لها رصيداً بالبنك.
اتَّسعت حدقتا عينيه من الدهشة وقال : مع أنك تكبرها كثيراً لكنك أنيق وشكلك شبابي ،
وبما أنك لم تسرق أموال إبن أخيك ، فبالنسبة لي أنا موافق.
أمهلني ثلاثة أيام لإقناع إبنتي ، وأعطني رقمك لمعاودة الإتصال بك.
حلَّق فرحاً لمنزل يزن ، وما إن طرق الباب حتى تظاهر بالحزن :
يا ابن أخي ، لم أترك وسيلة إلا وأقنعتُ بها أبيها ، لكنه رافضٌ بشدة ، فقد خاف على إبنته بسبب كلام أمك هداها الله.
لم يلفظْ كلمة واحدة ، بل دخل غرفته يبكي ويدعو الله أن تحدث معجزة تجعل مها من نصيبه.
في أول يوم حاول والد مها إقناعها بالحسنى كي توافق على الزواج من عم يزن برضاها ،
لكن عندما أصرَّت على رفضها ولم تتوقف عن البكاء وهي ترجوه ، قام بتهديدها بالحبس داخل المنزل طوال حياتها مع الضرب ،
والشتائم الصباحية والمسائية.
وفي اليوم الثالث قام بضربها قبل أنْ يتصل بعم يزن ويعلمه بموافقة إبنته.
ما إنْ أخبره حتى حلّق قلبه فرحاً ، وذهب إليه على الفور للاتفاق على تجهيزات الخطوبة ، والحديث بأمور حفل الزفاف.
إقرأ أيضا: أنت لي وحدي الجزء الثالث
تم تحديد الخطوبة بعد أسبوع والزواج بعد عشرة أيام ،
فانهارت مها من الصدمة وهي تدعو الله وتفكر كيف ستخرج من تلك المصيبة.
وقبل الخطوبة بيوم ، خطر لها أن تأخذ رقم يزن من صديقه الذي هو خطيب صديقتها من الجامعة ،
فاتصلت بها ترجوها أن ترسل لها الرقم بأقصى سرعة ، وبعد ربع ساعة أرسلت الرقم لها فاتصلت به ودموعها تغمر عينيها :
يزن ، أرجوك ساعدني ، عمك يريد خطبتي غداً والزواج بي بعد ثلاثة أيام.
شُلَّ لسانه عن الحركة لدقائق ، فصرخت ثم أجهشَت بالبكاء : يزن ، أرجوكَ ردَّ علي.
مها سأفعل كلَّ ما بوسعي.
أغلق الهاتف وصرخ من أعماق قلبه : يا الله لماذا؟!
لم أنظر لها يوماً نظرة خاطئة ، بقيتُ سنوات أدعوك أن تكون لي بالحلال ، وفجأة ستصبح زوجة عمي.
خرج لأمه يخبرها فقالت له : بني ، ربما أراد الله بكَ خيراً بالانفصال عنها ،
ربما لن تكون سعيداً معها بعد الزواج ، وأراحكَ الله منها قبل أن تتعلق بها أكثر.
مسح دموعه ثم قال : أنا متعلق بها منذ سنوات ، ولم أصارحها كي لا أمسك يدها وهي لا تحل لي ،
فيمنعها الله عني ، لكنه حرمني منها مع أني لم أفعل شيء ،
لذلك لن أسمح لعمي بالاقتراب منها وسأذهب لأهدده بالقتل إنْ أصرَّ على الزواج منها.
فخرج مسرعاً بدون أن يسمع لتوسّلات أمه ورجائها له بالعودة.
يتبع ..