أيتها اﻷمهات
أيتها اﻷمهات
عندما تبدأ رائحة العرق في الظهور على أبنائك ، علميهم أن كل البشر يمكن أن تصدر منهم روائح سيئة.
فعلميهم أن يستحموا يوميا ، أو يكتفون بغسل تحت الإبطين بالماء والصابون عند الحاجة ،
وعلميهم كيف يزيلونها بالمزيلات الطبيعية مثل ماء الورد ، وزيت جوز الهند ، والقليل من عصير الليمون المخفف بما سبق.
علميهم أن على المسلم أن يغتسل مرة أسبوعيا ، وهذا أقل حد يسمح به للصحيح الآمن الذي يتوفر له الماء ،
قال النبي صل الله عليه وسلم : ( حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا ، يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَه ُ).
وعلميهم أن غسل الجمعة وإن اختلف العلماء في حكمه ، بأنه يتأكد ويجب على من كانت له روائح سيئة ، حتى تزول تلك الروائح.
قَالَ نَبِيَّ اللَّهِ محمد صل الله عليه وسلم :
( إذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِل ْ) ،
وقال صل الله عليه وسلم : ( مَنْ تَوَضَّأَ لِلْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَت ْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَذَلِكَ أَفْضَل ُ) .
وعلميهم أن الملابس المصنوعة من ألياف صناعية تزيد رائحة العرق سوء.
وعندما يظهر شعر الإبط علميهم كيف ينتفونه ، فرائحة العرق تتزايد مع نموه
علميهم أن يتفقدوا أنفسهم جيدا بالمناديل الورقية بعد الإستنجاء بالماء ، لكي يتأكدوا من تمام نظافتهم ،
ولتجفيف المنطقة ، فيتجنبون البلل المسبب للإلتهابات ، والروائح الكريهة.
وعلميهم تبديل الثياب بعد التعرض لأي شيء كريه الرائحة ، ومن المعروف أن الرائحة تعلق بالملابس.
علمي بناتك لبس القفازات البلاستيكية وقت تقطيع البصل ، أو فرك الكفين بقطعة من الليمون ،
وعلميهن أن يغطين شعورهن وقت الطبخ ، فلا تعلق الروائح بالشعر ، ولا يتساقط الشعر في الطبيخ.
وعلميهن تبديل الملابس بعد الطبخ ، وغسل الوجه والذراعين لتغيير رائحة الطبخ.
علميهن تجفيف شعورهن جيدا بعد الإستحمام ، وتغطية الشعر بوشاح قطني ،
حيث يسبب الوشاح المصنوع من ألياف صناعية رائحة كريهة مع الشعر المبتل.
علمي أولادك أن سنن الفطرة أمر رباني ، وأن التهاون فيها بإطالة الأظافر أو ترك إزالة شعر الإبط والعانة وغير ذلك لا يدخل في نطاق الحرية الشخصية.
علميهم سنة السواك وتفقد رائحة الفم.
إقرأ أيضا: أداب الإستئذان
علميهم كيف يتخلصون من رائحة الثوم والبصل بعد أكلهما ، وخصوصاً قبل الذهاب للمسجد ،
بأكل أعواد من البقدونس أو النعناع الأخضر ، أو بمضغ قطعة من اللبان المر ،
أو حبة من القرنفل أو الحبهان “الهيل” ، أو ملعقة من العسل أو قطعة من التفاح.
علميهم ألا يتكلموا عن قرب مع أي شخص بعد قيامهم من النوم ، إلا بعد تغيير رائحة الفم بالمضمضة أو السواك ،
وكذلك عند صيامهم يجب أن يراعوا وجود مسافة بينهم وبين من يحادثونه.
علميهم تجفيف خلف الأذن بعد كل وضوء.
علميهم عند الوضوء غسل القدمين وتجفيفهما جيدا ، وتفقد ما بين الأصابع حيث تنمو الفطريات ،
ووضع بودرة التلك أو مسحوق بيكربونات الصوديوم لتفادي الرائحة السيئة.
لا تسمحي بلبس الحذاء بدون جوارب ، فتصبح رائحة القدم قاتلة.
علميهم تنظيف السرة ، وتتبع إلتواءاتها لتجنب الرائحة العفنة.
وعلميهم أن يحافظوا على الملابس الداخلية القطنية الواسعة والمريحة ، وعلميه أن يتفقد رائحتها ، وأن يبدلها يوميا ،
أو كلما تغيرت رائحتها أو إبتلت ؛ ليتجنب الإلتهابات التي تسبب الألم والحكة والمزيد من الروائح السيئة.
وتعليم الطفل أصول النظافة الشخصية يقيه من الحك في منطقة العورات ، وما يمكن أن يتبعها من ويلات.
وعلميهم كيف يكرمون شعورهم ، (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) ، فيهذبونها ولا يجعلونها ثائرة فيبدو كأنه شيطان.
( كَانَ رَسُولُ صل الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ ثَائِرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ أَنْ اخْرُجْ ،
كَأَنَّهُ يَعْنِي إِصْلَاحَ شَعَرِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِه ،ِ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ، ثُمَّ رَجَعَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : ( أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ )
ونعلمهم أن هذا ليس من الحرية الشخصية ، فالنبي آذاه منظر من ترك شعره منفوشا ولم يصمت عندما رآه ،
وننصحهم بالحسنى أن يهذبوا شعرهم ، ونرهبهم من تقليد غير الصالحين في ذلك ،
ونجتهد في إصلاح قلوبهم بالعلم الشرعي المؤدي للتقوى.
أما ما هو منهي عنه كالقزع فلا نسمح به.
وعلميهم أنه من الفطرة حب الجمال والمظهر المهذب والروائح الحسنة ، وكراهية إيذاء من يحبوننا ،
ولابد من مجاهدة أنفسهم إذا شعروا بعدم الإهتمام ، إذا كان الواقع عكس ما تقتضيه الفطرة.