أيها الصامت على الظلم إنتبه
أيها الصامت على الظلم إنتبه
يقول الله تعالى : ﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ ( ٤٧ )
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ( ٤٨ )
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ )
قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ( ٥٠ )
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ( ٥١ )
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [ غافر ٤٧ – ٥٢ ].
سوف أحكي هذه القصة لكل جبان يخاف من قول الحق ، لكل من يعرف الحق ويخاف أن يتكلم ،
ولكل من يخاف على نفسه أو مصالحه من قول الحق.
لكل من يصطنع الصلاة والصيام ثم يبرر أنه جبان لأنه خائف من الأذى.
القصة من سورة غافر ..
تحكي عن رجل مؤمن يجادل حاشية أقوى حكام العالم في هذا الوقت وأكثرهم جبروت ، { فرعون }.
يجادلهم في قمة الصراع بين فرعون المغرور الجبار ، وبين موسى النبي وكيلاً عن المستضعفين.
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ :
{ أتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ }.
ويستمر الحوار والجدال ، ويستمر الرجل المؤمن في قول الحق ،
تستمر الآيات في عرض الحوار من الآية ٢٧ إلى الآية ٤٤.
يعني حوالي صفحتين كاملتين في القرآن الكريم عن تفاصيل هذا الحوار.
وماذا كانت نهاية الحوار وشجاعة هذا الرجل ؟!
إقرأ أيضا: وقد يرفع الله مقامك بخبيئة لك أسررتها لكنها لا تخفى عليه
ختم الرجل كلامه قائلاً ومحذراً من أنهم سوف يتذكروا كلامه وأنه نصحهم وقال الحق ، لكن بعد فوات الأوان.
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }.
وماذا حدث بعد ذلك؟!
يقول لنا القرآن بوضوح ، ماذا حدث للرجل المؤمن الشجاع ، { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا }.
وماذا حدث لآل فرعون؟!
{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ }.
يعني ربنا حفظه من الأذى وأصاب أتباع فرعون الأذى.
هذه هي النتيجة الطبيعية لمن يقول الحق لوجه الله.
ويكمل القرآن الكريم الحديث عن مصير الجبناء الذين يخافون من قول الحق ،
ويعيشون أتباع للظالمين سواء بسبب الخوف أو بسبب الطمع في فائدة.
ففي الآية ٤٧ يقول الله تعالى :
{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ }.
وطبعاً الإجابة أن كلهم في عذاب الجحيم ،
الأسياد الظالمين ، والأتباع الجبناء.
{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ }
ومهما طلبوا من عفو ورحمه لا فائدة ،
{ وقَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ }.