أيهما أعظم الوقت أم المال؟
أيهما أعظم الوقت أم المال؟
قال الشيخ إبن عثيمين : الوقت في الحقيقة أغلى من الأموال ، فقد قال الله تعالى :
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾
لم يقل لعلي أتمتع بالمال ، أو أتمتع بالزوجة ، أو أتمتع بالمركوب ، أو أتمتع في القصور ، بل يقول :
﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْت ﴾
وقال إبن القيم رحمه الله :
إضاعة الوقت أَشدّ من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
فالمؤمن ليس عنده وقت فراغ ، قال تعالى لنبيه صل الله عليه وسلم :
﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾
| الشرح : ٨ |
فَإِذَا فَرَغْتَ من شغلك ومن الناس ومن شواغل الحياة ، فتوجه إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة.
يقول أحد الأئمة رحمه الله : صحبت قوم فما إنتفعت منهم إلا بكلمتين ، سمعتهم يقولون :
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فمن الجهل بقيمة الوقت يفرحون بمغيب شمس كل يوم ،
وهم لا يدركون أن هذا نهاية يوم من أعمارهم لن يعود أبدا إليهم ، صحائف طويت ، وأعمال أحصيت ، وأنفاسٌ إنقضت !