أُحادية الفكر
أُحادية الفكر
تدبرت كثيرا في حال البشرية ومعاناة الشعوب ، وجدت أن البخل كارثة بكل المقاييس ،
ومن أسباب الفقر المدقع ، سواء البخل المادي أو المشاعري النابع من التفكير الأُحادي الصرف.
فإذا كنت تشتري سلعة فأنت تريد بخس ثمنها وشرائها بأرخص سعر ، وتطلق أحكام على البائعين وتُلقبهم بالجشع والسرقة.
وإذا كنت البائع فسوف تريد الربح وبيع السلعة بأعلى سعر ، وسوف تطلق أحكام على الزبائن وتُلقبهم بالبُخلاء.
وإذا كنت تبيع قطعة أرض فمن الطبيعي أنك تريد بيعها بأعلى ثمن ، وإذا كنت تشتري سوف تريد أرخص ثمن.
والرجل يبخل بمشاعره ليشعر بالسيطرة ، والأنثى تبخل بمشاعرها لتشعر بالإهتمام.
والموظف لا يعمل بضمير ويريد أن يأخذ مكان مديره ، ويريد زيادة مستمرة في الراتب ويشكو حاله ،
والمدير ينسب مجهود الموظف لنفسه.
والجميع يُريد أن يرتقي ويطور ذاته مجانا
والأخصائي النفسي يُريد أموال بدون تقديم معلومة.
ومع كل هذا فإن إحصائية ميزانية الشراء لدى الشعوب كبيرة ومخيفة في أشياء ليس لها قيمة وذات ضرر كبير.
وهذا الخلل الفكري ناتج عن الأُحادية المريضة في التفكير.
فمن حقك أن تشتري بثمن معقول ولكن من حق البائع أن يربح ،
ومن حقك أن تربح كما من حق الشاري أن يُوفر.
من حق الزوجة أن تلقى الإهتمام ، ومن حق الزوج أن يتم تقدير مجهوده ، ومن حقك أن تتعلم وترتقي وتتطور.
من حق الأخصائي أن يربح.
إقرأ أيضا: وظني فيك يا سندي جميلا
هذه الأُحادية العقيمة تجعلنا نخرج من تحت ستر الله ، لأننا ببساطة نسينا العطاء وحب الخير للغير.
أصبحنا نريد الخير لأنفسنا فقط وليحترق العالم بعد ذلك.
أصبحنا نقدر المادة على مشاعر البشر ،
فمرضت عقولنا بالنقص والإحتياج ونهم البخل ،
فيتوقف عطاء الله الغير محدود بسبب تعلُقنا المُخيف بالمادة ،
وبسبب التفكير الأُحادي الذي يغلق دائرة التدفُق.
يجب علينا جميعاً أن ننتبه أن الأمان ليس في المادة ، إنما هناك خالق رزاق كريم هو من يرزق.
وعندما تتسع دائرة العطاء وحب الخير ، سوف تتسع دائرة الرزق والعوض من الله ،
وهذا ما نفتقده ونحتاجه بشدة.
فمهما جمعت من مال ومشاعر على حساب الغير ، سوف يزول كل شيء في ثواني بمرض مزمن أو كارثة.
أما العطاء وحُبك للغير والإفادة والإستفادة
تجعل لك بركة في مالك وصحتك وحياتك ،
فالرزق الحقيقي في بركته لا في كثرته.