إختبار

إختبار

عندما يأتيني ولي أمر طالب في الصف الأول
الإبتدائي كي أسجله في مدرستي ،

يجب أن أقابل الطفل كي أتأكد من سلامة
الحواس ، النطق ، والسمع ، والبصر
وسلامة المشي ، والأطراف.

وأحب أن أسأله سؤالا إبتكرته منذ سنوات وهو : ما لون البطيخة؟

فيستغرب الأهل والزملاء من سؤالي المتكرر
لجميع طلاب الصف الأول وأنه ليس لدي سؤال سواه.

ولكني سأعترف لكم بسر هذا السؤال ، وهو سؤال في ظاهره سؤال عادي ، ولكني من خلال إجابة الطفل أحدد السمات العامة لشخصيته.

فالطفل الذي يقول لي لونها أحمر فهذا على
الأغلب إتكالي لا يشارك والده شراء البطيخة ،
ولا يساعد أمه في تقطيعها.

ولا يراها إلا في الصحن أمامه كي يأكلها وكأنه
ضيف في البيت.

أما الطفل الذي يقول لي لونه أخضر ، فهذا على الأغلب يشارك والده شراء البطيخة ،
ويساعد أمه في تقطيعها.

وأما الطفل الذي يقول لي ، من برا ولا من جوا ، فهذا على الأغلب ذكي يحب المعرفة ودقيق الملاحظة ويحب الجدال والحوار.

وأما الطفل الذي يقول لي من برا خضراء ومن الداخل حمراء ،

فهذا على الأغلب ذكي يحب المعرفة ودقيق
الملاحظة ولا يحب الجدال.

أما الإجابات التي لا دخل لها بلون البطيخ ،
مثل الذي يقول لي أن لونها أزرق أو بنفسجي ،

فهذا لا يعرف الألوان ومعرفته سطحية وسيكون متعبا لمعلميه.

وأما من يختبيء خلف أمه من الخجل ، أو ينتظر من أمه وأبيه إجابة السؤال ،

فهذا يحتاج إلى جهد كبير في إخراجه من هذه الإتكالية والخجل.

إقرأ أيضا: سيئات جارية!

Exit mobile version