إذا استَجنَح الليل أو كان جُنح الليل
إذا استَجنَح الليل أو كان جُنح الليل ، فكفوا صِبيانَكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ،
فإذا ذهب ساعة من العشاء فخَلُّوهم وأَغلِقْ بابَك واذكُرِ اسمَ اللهَ وأَطفِئْ مِصباحَك واذكُرِ اسمَ الله ،
وأَوكِ سِقاءَك واذكُرِ اسمَ اللهِ وخَمِّرْ إناءَك واذكُرِ اسمَ اللهِ ولو تَعرِضُ عليه شيئًا.
علَّم رسول اللهِ صل الله عليه وسلم أمته
كيف يتجنَّبون أذى الشيطان ، وما يضُرُّهم في دُنياهم وآخرتِهم.
فقال : إذا كان جُنحُ الليل ، أو أمسَيْتُم ، فكُفُّوا صِبيانَكم.
أي : امنَعوهم مِن الخروجِ في ذلك الوقت
حتى تذهَبَ ساعة مِن اللَّيل ،
لأنّ هذا هو وقت انتشارِهم مِن بدايةِ مَغِيبِ الشَّمس إلى ذَهابِ ساعةٍ مِن اللَّيل.
وكذلك أمَر بإغلاقِ الأبوابِ ، وذكر اسمِ الله
لأنّ الشيطان لا يفتح بابا مُغلقًا.
فإنَّ اللهَ لم يُعطِه القوَّةَ على ذلك ، وإنْ كان أعطاه القدرةَ والقوَّةَ على غيرِ ذلك مِن الأمورِ
وأمَر أيضًا بإيكاءِ القِرَبِ ، وهو شَدُّ رؤوسِها بالرِّباطِ ، وأمَرَ بتخميرِ الآنيةِ ، وهو تغطيتُها ولو بوضعِ عُودٍ على عرضِها.
وأمَر بإطفاءِ المصابيح ؛ لأنَّ المصابيح كانت تضيء بالنَّارِ ، وكانت الفأرةُ تنزِعُ الفتيلَ وتجُرُّه فتتسبَّبُ في إضرامِ النِّيران.
والحديثُ يدلُّ على أنَّ الشَّيطانَ ، إنَّما يتسلَّطُ على المُفرِّطِ لا على المُتحرِّزِ.
وفيه : أخْذُ الحيطةِ والحذرُ من كلِّ ما يضرُّ.