إني لا أتزوج
قالت وهي تذرف دموع الندم : كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية ، تطورت إلى قصة حب وهمية.
أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي ، طلب رؤيتي ، رفضت ، هددني بالهجر ، بقطع العلاقة!
ضعفت ، أرسلت إليه صورتي مع رسالة حب بريئة ، توالت الرسائل.
طلب مني أن أخرج معه ، رفضت بشدة ، هددني بالصور ، بالرسائل ، بصوتي في الهاتف وقد كان يسجله.
خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن ، لقد عدت ولكن ؛ عدت وأنا أحمل العار.
قلت له : الزواج ، الفضيحة! قال لي بكل احتقار وسخرية :
إني لا أتزوج.
أختي الكريمة ، إن كنت عاقلة فاستمعي إلى هذه النصائح :
لا تصدقي أن زواجًا يمكن أن يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة ، ولو تم فإن مصيره إلى الضياع والفشل والشك والندم.
لا تصدقي أن شابا مهما تظاهر بالصدق والإخلاص يحترم فتاة تخون أهلها وتحادثه عبر الهاتف ،
أو تتصل به أو تخرج معه ، مهما أظهر لها من الحب وألان لها القول ؛ فهو إنما يفعل ذلك لأغراض دنيئة لا تخفى على عاقل.
فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج ، وما سواه فهو في الغالب حب مزيف ،
مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الإستمتاع وقضاء الوطر ، ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور!
احذري المكالمات الهاتفية ؛ فإنها تسجل عند الله تعالى ، ويسجلها شياطين الإنس (أدعياء الحب) ،
فيستخدمونها سلاحًا للضغط عليكِ أو للنيل من سمعتك وعرضك.
احذري التصوير بشتى أنواعه ، فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها.
إقرأ أيضا: تقول تقدم أحدهم لخطبتي وكان شرطه الوحيد للزواج هو الإعتناء بوالدته
احذري الروايات الهابطة ؛ فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف.
واحذري المسلسلات والأفلام الهابطة المضللة ، التي تقتل الحياء وتقضي على الفضيلة وتسعى إلى هدم الأخلاق والقيم.
احذري التبرج والسفور وكثرة الخروج من غير حاجة ، واحذري الخلوة والإختلاط.
احذري رفيقات السوء الضالات المضلات.
الذنوب يا غالية سبب للشقاء في الدنيا والآخرة ، فأعلنيها من الآن توبة نصوحًا لله عز وجل.
وبعد هذه النصائح اعلمي وفقكِ الله أن باب التوبة مفتوح للتائبين ، قال الله تعالى :
{قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
فإن كنتِ قد ألممتِ بشيء من الذنوب ؛ فبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق الباب ويعلوكِ التراب ، فلا ينفع الندم حينئذ.