إن أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء
جعل الله عزّ وجل السلام تحية أهل الإسلام ، وجعل جزاءه عظيما ؛ فمن تركه ولم يبدأ الناس به فقد فاته أجر عظيم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه : “إنَّ أبخَلِ الناسِ” ، أي : أكثَرَ الناسِ منْعًا للفضْلِ والخيرِ ،
“مَن بخِلَ بالسلامِ” على مَن لقِيَه مِن المؤمنينَ ، مَن يَعرِفُه ومَن لا يَعرِفُه ، فلم يُسلِّمْ عليه ؛ وذلك لأنَّ السلامَ جُهدُه لا يُذكَرُ ،
لكنْ له أجْرٌ كبير ، فمَن بخِلَ به مع عدَمِ كُلْفتِه ، فهو أبخَلُ الناسِ ، وكذلك مَن ترَكَ ردَّ السلام.
“وأعجَزَ الناسِ” ، أي : أضعَفَهم ، “مَن عجَزَ عن الدُّعاءِ” ، أي : مَن ترَكَ الدعاء ، لا سيَّما عندَ الشدائدِ ؛
فإنَّ الدُّعاءَ عِبادةٌ للهِ عزَّ وجلَّ ، فمَن ترَكَه كان أعجَزَ الناسِ ؛ لِترْكِه ما أمَرَه اللهُ به ، حيثُ سمِعَ قَولَ ربِّه :
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ، فلمْ يَدْعُه مع فاقَتِه وحاجتِه إليه!
واللهُ سُبحانه وتعالى لا يُخيِّبُ مَن سأَلَه واعتمَدَ عليه ، فمَن ترَكَ طَلبَ حاجاتِه مِن اللهِ تعالى مع ذلك ، فهو أعجَزُ العاجزينَ.
وفي الحديثِ : الحثُّ على إلْقاءِ السلامِ على المسلمينَ والرَّدِّ عليهم.
وفيه : الحثُّ على التَّمسُّكِ بالدُّعاءِ والطَّلبِ مِن اللهِ عزّ وجل.
الراوي : أبو هريرة
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع