إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
الدين لم يصل إلينا على طبق من ذهب ، فمنذ بداية الدعوة وقد عانى النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه من بعده ما عانوه من أجل تثبيت الدعوة ،
والأئمة من بعدهم كذلك ، فلم ينجو أحد منهم من السجن والتعذيب ، من أجل نصرة هذه الدعوة.
لله درهم وعلى الله أجرهم ونحن يجب أن نسير على خطاهم لنصرة هذا الدين. ،
وكل ما يحصل لنا هو مقدر علينا من الله لا مفر منه.
ُشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد سبع مرات في مدد متفاوته.
وما دخل السجن : مطلوباً بدم ، ولا مقترفاً لإثم ، ولا مرتكبا لجناية.
ولا نازعاً اليد من الطاعة ، وإنما في “سبيل الله” ومن دون “دين الله.
المرة الأولى : في دمشق عام ٦٩٣هـ وعمره (٣٢ سنة) بسبب موقفه من شاتم النبي صل الله عليه وسلم ولم تطل المدة ؛
وصنّف حينذاك كتابه “الصارم المسلول”
المرة الثانية : في القاهرة من شهر رمضان عام ٧٠٥ هـ لمدة سنة ونصف إلى شهر ربيع الأول عام ٧٠٧ ، وعمره (٤٤سنة).
وسببها في كلامه عن العرش والكلام والنزول ، فسعى به قضاة السوء من الأشاعرة حتى سجنوه.
المرة الثالثة : بمصر عام ٧٠٧هـ مرة أخرى لمدة أسبوعين ، بسبب كتابه في الرد على البكري وكلامه في الصوفية.
والمرة الرابعة : بمصر أيضاً عام ٧٠٧هـ لمدة شهرين أو تزيد قليلا ، بسبب تجني الصوفية عليه.
المرة الخامسة : بالإسكندرية عام ٧٠٩هـ لمدة سبعة أشهر ، بسبب كيد الصوفية الغلاة ،
وسعوا في نفيه إلى قبرص ، وقال مقالته المشهورة :
إقرأ أيضا: أيُّها النَّاسُ لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ
«إن قتلت كانت لي شهادة ، وإن نفوني كانت لي هجرة ، ولو نفوني إلى قبرص دعوت أهلها إلى الله فأجابوني ، وإن حبسوني كانت لي معبدا».
المرة السادسة : في دمشق عام ٧٢٠هـ لمدة ستة أشهر بسبب مسائل في الطلاق.
المرة السابعة : في دمشق عام ٧٢٦هـ لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً ، في سجن القلعة ،
وخرج منه جنازة قد كثر في شعره الشيب ، قال ابن كثير : «كشفت عن وجهه وقبلته وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه».
من أبيات ابن الوردي :
توفي وهو محبوس فريد
وليس به إلى الدنيا انبساط
همُ حسدوه لما لم ينالوا
مناقبه فقد مكروا وشاطوا
وحبسُ الدرِّ في الأصداف فخرٌ
وعند الشيخ في السجن اغتباط
رحمه الله فقد قام بدين الله خير قيام ، وثبت الله به الدين ، ورفع ما اندرس من معالم الإسلام ،
وقد حلاه بلقب : «شيخ الإسلام» أكثر من ١٠٠ عالما من معاصريه وممن جاء بعد عصره اعترافاً بفضله وإمامته.