استراتيجية القنافذ!
لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض ،
فالأشواك التي تحيط بها تكون حصنا منيعا لها ،
ليس عن أعدائها فقط بل حتى عن أبناء جلدتها.
فإذا أطلّ الشتاء برياحه المتواصلة وبرودته القارسة إضطرت القنافذ للإقتراب والإلتصاق ببعضها طلباً للدفء ،
ومتحملة ألم الوخزات وحدّة الأشواك ، وإذا شعرت بالدفء إبتعدت ، حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى.
وهكذا تقضي ليلها بين إقتراب وإبتعاد.
الإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح ،
والإبتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها.
كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية ، لا يخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره ،
ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ،
لذا من إبتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيدا ، ومن إبتغى زوجةً بلا نقص عاش أعزبا ،
ومن إبتغى أخا بدون مشاكل عاش باحثا.
من إبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه ، فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا.
إذا أردت أن تعيش سعيداً ، فلا تفسر كل شيء ، ولا تدقق بكل شيء ، ولا تحلل كل شيء.
لا تحرص على إكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ،
الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً ، واترك الخفايا لرب العباد.
( لو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف ).