استوصوا بالنساء خيرا
قال صل الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
ذهب رجل إلى جاره ليتحدث معه في إحدى المواضيع ودار بينهما هذا الحوار :
أنرت المنزل يا جاري ، تفضل بالجلوس.
زادك الله من أفضالك.
أعتذر لأني أتيت فجأة لكن هناك ما أردت التحدث به معك يا جار الرضا.
بالأمس سمعت أنا وزوجتي أصوات صراخ تصدر من منزلك فقالت زوجتي أن هذا الأمر يحدث بشكل شبه يومي وضحيته الوحيدة هي زوجتك.
ألا تظن أن هذا أمر شخصي يخصني أنا وعائلتي فقط؟!
يا جاري العزيز لقد أوصانا رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه أننا إذا رأينا منكراً عمدنا إلى تغييره بأيدينا ،
فإن لم نستطع بلساننا ، وإن لم نستطع حاولنا تغييره بقلوبنا ، بدعاء صادق بالهداية لمن أقدم عليه.
وهل في تأديب إعوجاج ضلع قاصر منكر؟!
أنا لا أظلمها لكنها ترتكب من الأخطاء ما يشعل فتيل غضبي فأسرع إلى ضربها حتى لا تكرره مرة أخرى.
وأي أخطاء تلك التي تستحق أن تنال من عقابك القاسي؟!
إذا سألت نفسك هذا السؤال ستجد أن الأسباب أتفه من أن ترفع صوتك حتى.
فما بالك برفع يدك وإهانة نفسك قبلها بهذه الطريقة؟!
زوجتك كانت فيما مضى ومازالت إبنة رجل تربّت في كنفه على الحنان والرأفة ،
لذلك فأكثر ما تبحث عنه فيك هو نسخة ولو بسيطة عنه.
إذا أخطأت إسأل نفسك أولا عن سبب هذا الخطأ ثم عاتبها بلطف ،
وأقسم لك أنك ستجدها في المرة القادمة أفضل من ذلك أضعافاً مضاعفة.
إن كنت تظن أنك تثبت رجولتك بضربك لها وتعنيفك لها بكلمة أو نظرة دونية فأنت مخطأ في هذا.
إقرأ أيضا: المفاتيح السبعة التي تفتح لك أبواب الفرج
فكل ما تفعله يجردك من أسمى معاني الرجولة في عينيها ، كن هيّنا ليّنا في معاملتك ،
ستجد منزلك جنة وزوجتك حورية من الجنة تبحث عن رضاك وسعادتك.
أما الآن فهي لا ترى فيك سوى جلاد يزرع الرعب بداخلها بمجرد سماع صوت مفاتيحك.
كل ما تقوله هراء بحت.
علمنا آباءنا أن اللين مع النساء يجعلنا ضعفاء أمامهن.
على الرجل أن يكون شديداً في التعامل معهن حتى تخشاه وتحترمه.
ووالدها الذي تتحدث عن لطفه هو من شجعني على ذلك عندما ظنت أنه سيقف في صفها ضدي.
أما أنت يا جار فاستمر في خنوعك حتى تفقد سيطرتك على زوجتك يوماً ما وحينها ستتذكر كلامي هذا وتندم أشد ندم.
لو رأى رسولنا الكريم في الضرب حلا وحقا لنا لما أوصانا بهن رفقا.
لما قال النبي إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ، قال صل الله عليه وسلم :
«يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ما لا يعطي على سواه».
وعن جرير يقول : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : «من يحرم الرفق يحرم الخير» رواه مسلم.
لكنك لا تتحمل وزر ذلك بمفردك ، فلو رأيت في والدها الحامي لها لما تجبّرت ، ولو اتبع والدك نهج سيد الخلق ،
لكان لوالدتك الفرصة في تعليمك وزرع جزء من اللطف والحب لتتحلّى بهما كلما فتحت ذلك الباب.
وأصبح أضحوكة في نظر زوجتي وأطفالي وكل من أعرفهم ويقال فلان تتحكم به زوجته؟!
الرجل الحقيقي يا جاري العزيز هو من يصنع لنفسه مكاناً ويجعل من أمامه يحترمه رغماً عنه.
لم يكن في الحب والحنان قلة رجولة ، عليك أن تدرك متى عليك أن تفرض كلمتك ،
ومتى عليك أن تسمع رأيها السديد في عز ضياعك.
” رفقٱ بالقوارير ” ..
كونوا أقوياء بأخلاقكم ، أثرياء بقناعتكم ،
كباراً بتواضعكم هكذا تعيشون مُلوكا.
كن هادئ فالضجيجُ مؤلم
كن عالي فالقاعُ ممتلئ
وكن صابر فالضجر محبِط
كن مشرق فالظلام مهلك
كن أنت فالتكرار ملل.