استيقظت على صوتها تصرخ في وجهي

استيقظت على صوتها تصرخ في وجهي : قم يا حسان ، هيا أفق ، استيقظ ، قم وطلقني

فتحت عيني بصعوبة بالغة تلعثمت بالكلام وأنا أجيبها

هل جننتي ؟ هل سبق وسمعتي عن إمرأة تطلب الطلاق في الثالثة صباحاً ؟ انتظري حتى يحل الصباح وسأفعل ما تريدين هيا دعينا ننام.

لا أريد
إذا خلدتي للنوم سأشتري لك مارشميللو في الصباح

هذه عينة واحدة فقط من حوادثي مع زوجتي المجنونة كما يشاع عنها ، التي تطلب الطلاق مرة كل أسبوع ،

وتختبئ في الخزانة كل شهر مرة ، تغادر المنزل دون هاتفها المحمول من مدة لمدة .

تجلس في حديقة حينا ، تتشاجر مع الأطفال على دور ركوب الأرجوحة ، وآتي أنا في كل مرة لأعتذر من عائلاتهم المستغربة .

أعتذر بالنيابة عنها ، هي فقط متوعكة قليلاً
عجل الله في شفاءها .. وأعانك على ما ابتلاك فيه
الحمدلله على نعمة تشبهها !

أعود لزوجتي مجدداً وأبدأ بدفش أرجوحتها وهي تعد
ثمانية ، تسعة ، عشرة ، أحد عشر …

سارة التي تزوجتها قبل عشر سنوات اختارتها لي أمي كونها تتمتع بالنضج والهدوء .

فتاة رزان كما يقال تزوجنا ثم سافرت وتركتها كنت آتي إليها في كل عام ثلاثين يوماً أقضي معظمها مع أصدقائي

وبقيتها بالشجار مع سارة تطالب بالإهتمام بتوطيد علاقتنا ، تشعر بالوحدة ، تريد الإنجاب ،

تريد طفلاً يؤنس وحدتها حتى اقتنعت أخيراً أو بالأحرى سئمت منها ، اكتشفت سارة حملها بعد مغادرتي بحوالي الشهر .

إقرأ أيضا: نعم أنا أتغير

كانت سعيدة جداً ، على عكسي أنا ، وهذا ما كان يؤذيها .

هاتفتني مرة وأخبرتني أن الطبيب أخبرها أن حملها ضعيف ومهدد ، لذا طالبتني بالعودة وبالطبع رفضت لانشغالي انشغالي ب رينيا

زوجتي الروسية التي كانت تملئ معظم وقتي لذا لا مكان لأنباء سارة وطفلها في حياتي .

في شهرها السابع سقطت عن الدرج وفقدت الجنين وكما أخبرهم الطبيب ربما سارة لن تنجب مجدداً .

وبختني أمي كثيراً حتى أعود أخبرتني أن سارة مريضة ، وحاولت قتل نفسها ، لكنني لم أنصت .

مضى عام كامل على تلك الحادثة طُردت من عملي بسبب خطأ حسابي لم يكن لي أي ذنب فيه ، بقيت شهرين بلا عمل .

ثم انفصلت عني رينيا لأنها على حد قولها تكره حياة الفقر ولا تحتملها .

لم يبق لي شيء في روسيا لذا عدت أدراجي إلى عائلتي وزوجتي ، زوجتي التي لم أكد أتعرف عليها .

تحولت سارة من إمرأة بالغة لطفلة عمرها العقلي لا يتجاوز العاشرة ، لعدة أشهر إعتقدت أنها تنتقم وتمثل ، عرضتها على عدة أطباء ولكن لا فائدة .

طلبت مني أمي أن أتزوج مجدداً لكنني رفضت .

أريد رؤية أطفالك سارة لن تنجب مجدداً
مستحيل ، لن أتزوج غيرها ، لن أتركها مجدداً

هل جننت ستحرم نفسك من الخلفة ؟

نعم سأحرم نفسي من الخلفة كما حرمت ابنة الناس منها ،

دعيني أتحمل مسؤولية أفعالي أرجوك لا تحرميني من تكفيري عن ذنبي .

لكن
طوال حياتك كنت تتمنين أن أصبح رجلاً ، ها أنا ذا للمرة الأولى أصبح رجلاً ، قفي بجانبي أرجوك .

وهذه هي حكايتي مع سارة نافذة الأمل والألم الوحيدة في حياتي سارة الطفلة ذات الخمس وثلاثين عاماً ألاعبها وأسرح شعرها .

أطعمها وأغني لها حتى تنام سارة التي تبلغ العاشرة في كل شيء لكنها تنضج على حين غرة حين أقول لها ” سارة سامحيني “

لتجيبني هي بالدموع تبكي دون توقف حتى تغفو من التعب وتتركني أحترق وحيدا !

Exit mobile version