استيقظ ذات صباح وذهب إلى الحمام ليغسل وجهه
استيقظ ذات صباح وذهب إلى الحمام ليغسل وجهه ، نظر في المرآة فإذا بوجهه مليء بالرسومات بمختلف الألوان.
كانت زوجته الصغيرة المجنونة ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺪ ﺧﺮﺑﺸﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ
كانت قد فعلت ذلك بحب كبير ، ﻃﺎﻣﻌﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺮﻛﺾ ﺧﻠﻔﻬﺎ ، ﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻭﻳﻘﺮﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺪﻫﺎ ،
ﺛﻢ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻀﺤﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ.
ﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ إلى ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﺗُﻌﺪﻫﺎ ، ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺟﺮﻩ ﻗﻠﻴﻼ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ الرومانسية ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺭﺃﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﻗﺮﺃﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺯﺍﺩ ﻏﻀﺒﻪ ﺫﻫﺐ إليها ، ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ظنت ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻳﻌﺎﺗﺒﻬﺎ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺻﻔﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺃﺭﺿﺎ.
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺗﺰﻭﺟﻚِ ﻷﻟﻌﺐ ﻣﻌﻚ ، ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﻟﺴﺖ ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮﺍ ، ﺗﺰﻭﺟﺖُ ﻷﻛﻮّﻥ ﺃﺳﺮﺓ ، ﻷﻧﺠﺐ ﺃﻭﻻﺩﺍ ، ﻷﻛﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻜﻞ ،
ﻫﻞ ﺟﻨﻨﺖِ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺸﻲ ﻗﺼﺔ ﻋﺸﻖ وغرام ورومانسية ،
ﺃﻓﻴﻘﻲ ﻓﺄﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺑﻄﻠﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖِ ﺗﻘﺮﺋﻴﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺯﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺗﺮﺑﻲ ﻟﻚ أبنائك.
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ :
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺄﻋﺰﻡ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ إلى ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﻀﺮ ﻫﻞ ﻓﻬﻤﺖِ ﻭﻳﺎ ﻭﻳﻠﻚ ﺍﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕُ ﻧﻘﺼﺎ ﻣﻨﻚ.
إقرأ أيضا: تشاجرت كالعادة مع زوجتي لأحد الأسباب التافهة
ﺧﺮﺝ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ﺍﻵﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻦ ﻃﻮﻋﻪ ،
ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻣﺨﺬﻭﻟﺔ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺸﺪﺓ ﺣﺘﻰ أنها ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻬﻲ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،
ﺗﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣُﻘﻠﺘﻴﻬﺎ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ،
ﺑﻞ ﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ ﻭﻳﻘﻮﻝ ،
” ﻗﺎﻝ ﺣﺐ ورومانسية ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻗﺎﻝ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ.
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ الزواج ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭﺗﻘﺮﺃ ﻋﻨﻪ ، ﺗﻠﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺼﺺ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ،
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻴﺲ ﻟﻌﺒﺔ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺗﻘﺮﺃ ﻋﻨﻪ.
ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺫﺍﻙ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺜﻠﻪ ، ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺈﻛﻤﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻗﺎﻃﻌﻪ ﻗﺎﺋﻼ “
: ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﺃﻧﺖ؟ ﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ، ﺃﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺯﻭﺟﺘﻚ؟ ﺃﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ؟
ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل الله عليه ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺭﻓﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮ؟
ﻓﻬﻲ كالقارورة ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻣﻌﻬﺎ ، ﺗﺪﺍﻋﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻜﺴﺮ ﺑﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ،
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﺎﻉ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ؟؟
ﻭﻳﺤﻚ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ، ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﺦ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ،
ﻭﻛﻮﻧﻚ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﺣﻨﻮﻧﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺰﻳﺪﻫﺎ إلا ﺣﺒﺎ ﻭﺷﻐﻔﺎ ﺑﻚ ، ﻭﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﺸﻐﻠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﺬﻟﻚ ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ، ﻭﻣﺎ ﺗﺰﻭﺟﺘﻬﺎ إلا ﻟﺘﺴﻜﻦ إليها ﻭﺗﺮﻛﻦ إليها ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻭﺣﺰﻧﻚ ﻭﺃﻟﻤﻚ.
ﻋﺪ إلى ﺭﺷﺪﻙ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﺗﺐ إلى ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺪ إلى ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﺗُﺤﺰﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ.
إقرأ أيضا: عيب عليك يا والدي قصة مؤثرة
ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﻧﺪﻡ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﻀﻌﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻻﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﺎﺗﺒﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺮﺭ الإتصال ﺑﻬﺎ ﻛﻲ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻟﻐﻰ ﻋﺰﻳﻤﺔ أصدقائه.
ﺭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ، ﺃﻋﺎﺩ الإتصال ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ أحد ، ” ﻗﺎﻝ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻭﻟﻢ تسمعه.
ﻋﺎﺩ إلى ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ، ﺭﻥ ﺍﻟﺠﺮﺱ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ أحد ، ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻧﺴﻲ بأن ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻏﺎﺿﺒﺎ.
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﻥ ﻫﺎﺗﻔﻪ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﻫﻮ أخو ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺴﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮ ليأخذها إلى ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ.
ﺃﺟﺎﺑﻪ ، ” ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ أﺧﻮﻫﺎ ﺃﺧﻲ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﻫﻼ ﻣﺮﺭﺕ؟
” ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻛﻲ ﻳﺼﺮﺥ ، ﻛﺎﺩ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻗﺪ ﺃﺭﻫﻘﺖ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ.
ﺃﻭﻗﻒ ” ﺗﺎﻛﺴﻲ ” ﻭﺫﻫﺐ إلى ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ، ﻭﺟﺪ ﻛﻞ أهلها ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﺎﺩِ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ، ظن بأنهم ﺳﻴﻘﺎﺑﻠﻮﻧﻪ ﺑﻐﻀﺐ ،
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻜﺘﻪ إليهم ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ.
ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺑﻘﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ، ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ،
ﺧﺮﺝ إليهم ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺑﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺤﻈﻦ ﻭﺍﻷﺳﻰ ” ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ “
ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﺟﺪﺍ ﺭﺑﻤﺎ ﺣزﻧﺖ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ.
ﺟﺎﺀﺕ إلينا ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ، ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ ، ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﻣﺠﺪﺩﺍ “
ﺑﻜﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻘﻬﺮ وألم ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ، فألمه ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻨﺪﻣﻪ ﻭﻟﻮﻣﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﻏﺴﻠﺘﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ، ﻭﺗﻢ ﺩﻓﻨﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺝ إلى ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺧﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﺔ ، ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻫﻮ ﻭﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ،
ﺩﺧﻞ إلى ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻣﻐﻄﺎﺓ ، ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻓﻮﺟﺪ أشهى ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ ﻭﺃﺟﻤﻠﻬﺎ ، ﻭﺭﺃﻯ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ،
ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ” ﺣﺒﻴﺒﻲ ، ﺁﺳﻔﺔ ﻷﻧﻲ أردت ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﻮﻥ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ ،
إقرأ أيضا: تقول سيدة ابني العاق لم يسقني يوما شربة ماء
ﺁﺳﻔﺔ ﻷﻧﻲ ﻃﻤﻌﺖُ ﻓﻲ أن ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺗﺤﺠﺮ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ وأن ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻐﺰﻝ ،
ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﻭﺗﻘﻮﻟﻲ ﻟﻲ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺤﺒﻨﻲ ، ﺃﻥ ﻻ ﺗﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﻦ ﺧﺮﺑﺸﺎﺗﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺘﻀﺤﻚ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺳﺄﺧﺮﺝ ﻫﻜﺬﺍ إلى ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻲ ،
ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻷﻧﻲ أردت ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ أصدقائك ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻭﺃﻋﺪﻙ ﺃﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﺣﺰﻧﻚ ﺃﻭ ﺃﻏﻀﺒﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ أبدا ، ﺃﻋﺪﻙ ، ﺃﺣﺒﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ “.
ﻧﻈﺮ إلى ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭﺑﻌﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ، ﻭﺟﻠﺲ ﺃﺭﺿﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺼﺮﺍﺥ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟
ﻗﺘﻠﺘﻚ ﺑﻴﺪﻱ ، ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ!