مقالات منوعة

اعلموا جيدا أن كل أفعالنا الآن وماضينا سندفع ثمنها لاحقا

اعلموا جيدا أن كل أفعالنا الآن وماضينا سندفع ثمنها لاحقا ، لأن الحياة تؤجل لنا الدفع ولكنها لا تتنازل عنه أبدا.

قال ابن تيمية رحمه الله : والسعادة في معاملة الخلق ، أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ، ولا ترجوهم في الله.

ويقولون : كن حسن المظهر ولن تنساك العيون ، لكن كن حسن الخلق ولن تنساك القلوب.

وليست الحياة تعيسة ، ولكن قلوبنا بالبعد عن الخالق أصبحت كئيبة لا ترى جمالا مهما بلغ من الجمال جمالا.

وأجمل نصيحة غالية : اترك مر أفعال الناس من حولك للزمن ، فكل ساقي سيسقى بما سقى يوما.

من ذاق حب الله ارتوى.
من ذاق حب الله ارتوى.

قصة واقعية عن حسن الخلق

تزوجت إمرأة صالحة تتقي الله سبحانه وتعالى من تاجر غني ، كان لديه محل كبير للغاية يتاجر فيه بالأقمشة والملابس ،

ولكنه كان رجلا بخيلا للغاية ولا يكرم أحدا.

وبيوم من الأيام اشترى لزوجته دجاجة وأمرها أن تطهوها على طعام العشاء حتى يتناول منها جزءا ،

ويدخر بقيتها لليوم الذي يليه ، وبالفعل قامت الزوجة بما أملاه عليها زوجها.

وجاء طعام العشاء ، وأثناء جلوسهما سويا على طاولة الطعام دق طارق على الباب ، ذهب الزوج ليرى من الطارق ،

وإذا به سائل جائع يطلب شيئا من فضل الله ، نهر الزوج السائل وأبى أن يعطيه أي شيء ولا حتى قطعة خبز ،

علاوة على أنه وبخه وسبه وأسمعه من خبيث الكلام ما لا يرضيه.

حزنت الزوجة كثيرا على ما فعله زوجها بالسائل ، واعترضت على معاملته له ،

وعندما ردت عليه كلامه بأن كان يتوجب عليه إعطائه جزءا يسيرا من الدجاجة ،

لامها الزوج بعدما رسمت علامات الدهشة من قولها بإعطاء السائل جزءا من دجاجته.

فأخبرته بأنه كان عليه أن يقول لها كلاما طيبا دون إعطائه شيئا ، وكان عليه ألا يغلق الباب في وجهه بهذه القسوة.

إقرأ أيضا: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ

مرت الأيام ونشب حريق بمحل التاجر الغني ولم يبقي على شيء ، رجع التاجر حزينا لمنزله يندب حظه ويشكو لزوجته ،

كانت نعم الزوجة الصالحة أوصته بالصبر والاحتساب والرغبة فيما عند الله ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ولكنه كان عبدا قلقا طلقها وجعلها تذهب لمنزل والديها لأنه لن يستطيع أن يتحمل عبء نفقتها على كاهله.

حزنت الزوجة على ما فعله بها زوجها ، عادت لمنزل أهلها مكسورة الخاطر ، ودارت الأيام كعادتها الجارية ،

تزوجت من رجل آخر ولكن الله سبحانه وتعالى عوضها فيه خيرا لقاء صبرها واحتسابها على زوجها الأول.

وذات يوم جلست مع زوجها ليتناولا طعام العشاء ، وإذا بطارق على الباب ،

ذهبت الزوجة لتلبي النداء وإذا بها تعود لتخبر زوجها أنه سائل ولديه حاجة ماسة للطعام ،

فقال لها : أعطيه إحدى هاتين الدجاجتين ، والثانية ستكفينا ، فلقد من الله علينا وأكرمنا وبفضله إن شاء لن نخذل أحد لجأ إلينا.

سرت الزوجة من تصرف زوجها ، ولكنها عندما أعطت السائل سؤله عادت حزينة والدموع في عينيها ،

سألها زوجها عن حالها وما بها ، فأخبرته أن السائل زوجها الأول ، فأخبرها قائلا :

“أتتذكرين يا زوجتي العزيزة السائل الذي دق بابكما ، وزوجكِ امتنع عن إعطائه شيئا ، وأغلق الباب بشدة في وجهه؟!”.

أجابت الزوجة بأنه تتذكر ذلك اليوم جيدا ، فقال لها : “أنا ذلك السائل!”

سبحان الله تعالى ، يهب ما يشاء لمن يشاء بغير حساب ؛ وسبحان الله الدنيا لا تدوم لأحد فيوم لك ويوم عليك ،

لذلك عندما يؤتيك الله خيرا من عنده فلا تبخل وتستقوي به على غيرك ، فلا تدري بإمكان خالقك أن يحرمك كل شيء ،

وتكون مثله غدا ، أحسن التصرف دوما ولا تسيء لأحد ، فربك سبحانه وتعالى أعلم بما في صدور عباده.

وقل للذي يبحث ويفتش عن السعادة في ثنايا الحياة لن تستقيم حياتك ، ولن تجد سعادتك وأنت معرض عن ربك وعن طريقه المستقيم ،

فالسعادة الحقيقية والتي ليست بزائلة إلى أبد الدهر تكمن في رضا الله وحده سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?