الإيمان في القلب
مقولة صحيحة بكل تأكيد ، ولكن الإيمان بلا عمل كالشجر بلا ثمر.
قبل مدة سمعت قائلة تقول على إحدى المنتقبات ، أن الإيمان في القلب ،
لم أختلف معها على هذه المقولة فهي صحيحة ، ولكن فكرت ،
ماذا لو طبقنا هذه القاعدة على كل أوامر اللَّهِ تعالى ونواهيه!
فتجدنا لا نصلي بما أن الإيمان في القلب ، ولا استتار للنساء بما أن الإيمان في القلب.
فنبدأ في نقض شعائر الله واحدة تلو الأخرى حتى لا يبقى لنا سوى ،
الأسماء الإسلامية ، فالمبادئ لا تتجزأ ، فكيف بدين اللَّهِ جل وعلا.
نعم الإيمان الذي في للقلب هو أساس
العلاقة بالخالق سبحانه وتعالى ، ولكن لا بد أن يُرفقَ بالعمل.
فأساس الإسلام هو التسليم والطاعة في كل أمور الحياة فاللَّهُ سبحانه وتعالى يقول :
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرسُولَهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱلخِيرَة مِن أَمْرِهِم وَمَن يَعْصَي اللَّه فَقَد ضلَّ ضَلَلاً مُبِينا.
الإيمان إن لم يُترجم لعمل فهو كشجر
لا يُظل ولا يأتي بثَمَر.
فاستقم كما أمرت لا كما أردت.
يقول قائل : الإيمان في القلب ، وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب ، ويستشهد بقول النبي :
إن الله لا ينظر إلى أجسامكم يقصد (اللحية والدخان وإسبال الثياب)
ولكن ينظر إلى قلوبكم؟
إقرأ أيضا: الصحبة الصالحة
نص الإجابة على هذه الكلمة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين ، وهي كلمة حق يراد بها باطل ؛
لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي ؛ لأنه يزعم أنه الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات ،
وهذه مغالطة مكشوفة ، فإن الإيمان ليس في القلب فقط ، بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة :
قول باللسان وإعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ،
ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان.