البرزخ حياة ليس فيها نوم!
فبعد خروج الروح من الجسد ؛ لا نوم بعد ذلك ، بل حياة أبدية ، تبدأ بالبرزخ ، وتنتهي بيوم القيامة ،
ثم إما إلى جنة وإما إلى نار!
وحياة البرزخ وهو القبر : إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ، والناس فيه على ثلاثة أحوال :
الحال الأول : المؤمن التقي
يأتياه الملكان فيقعدانه ويسألانه : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟
فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، والرجل الذي بُعث فينا هو محمد صل الله عليه وسلم.
فيفتح له باب من النار ، ثم يقال له : هذا مقعدك من النار لو كفرت ، ثم يغلق فلا يفتح بعد ذلك أبدا!
ثم يفتح له باب من الجنة ، فيأتيه من روحها ، ويرى مكانه فيها ، فيقول : ربّ أقم الساعة ، ربّ أقم الساعة!
ويظل في نعيم قبره حتى تقوم الساعة ، فيدخل إلى جنات رب العالمين.
الحال الثاني : الكافر أو المُنافق
يُقعَد فيقال له : من ربّك؟ ما دينك؟ من هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري!
فيقال له : لا دريت ولا تليت! ثم يُضرب بمطرقة على رأسه فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلان!
(الإنس والجن) ثم يُفتح له باب من الجنة ؛ فيقال له هذا مكانك في الجنة لو آمنت ، ثم يُغلق فلا يُفتح عليه أبدًا ،
ثم يُفتح له باب من النار ، فيأتيه من سمومها وريحها ، فيقول : ربّ لا تقم الساعة ، ربّ لا تقِم الساعة.
الحال الثالث : المؤمن العاصي أصحاب الكبائر
وهم متفاوتون ، منهم من هو مسرف على نفسه ، ومنهم من هو غير مُسرف ، فهؤلاء تحت المشيئة ؛
إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم ، وقد يُعذّب بعضهم في القبر فترة من الزمن تكفي المعاصي التي أتاها ،
ثم بعد ذلك يُنعّم في القبر وفي الآخرة ، وبعضهم قد يعذب في القبر ويستمر عذابه حتى يوم القيامة ،
يدخل النار فيُكمل ما بقي له من العذاب ، ثم بعد ذلك مصيره إلى الجنة.