التاجر الذكي الجزء الأول
إمراة تدعى جمانا ذاع صيتها بين الناس لأنها كانت تاجرة كبيرة في القماش وتمول التجار الصغار ، طويلة بيضاء شعرها أشقر وعيونها خضراء من عائلة راقية.
ذات يوم بينما هي جالسة في مكتبها ترى بعض الملفات إذ بها تلاحظ انخفاض الطلب على مبيعاتها وعلى قماشها بالتحديد ،
تساءلت في نفسها عن سبب هذا ؟
بعثت احدى غلمانها إلى السوق ليتقصى ويتحرى عن الأمر من التجار ،
عاد إليها في المساء يحمل لها أخبارا لم تسرها بتاتا حيث قال لها :
سيدتي هناك قماش موزع في السوق الكبير ذو نوعية جيدة مستوردة من الهند وهي لتاجر يدعى سالم ويبيعه بسعر معقول.
في الغد أعطت دينارين للخادم وطلبت منه أن يحضر لها قماش التاجر سالم.
أحضر لها الخادم القماش بعد مدة وجيزة تحسسته بأنامل أصابعها ، فعلا نوعية القماش جيدة وسعرها في متناول الأيدي ،
هذا يعني أن تجارتها في خطر وممكن تتعرض لتكديس بضاعتها مما سيلحق ضرر بها وبسمعة تجارتها ، هكذا فكرت هي.
بدأت تعد خطة للاطاحة بالتاجر سالم واستهدت إلى حيلة توقعه بها.
أرسلت التاجرة جمانا أحد التجار ويدعى جواد إلى التاجر سالم بعد أن اتفقت معه على خطة تطيحه بها.
ذهب التاجر كما هو معتمد في الخطة وقد التقى بسالم ،
قال له : أريد أن أشتري منك القماش الهندي وبكثرة لأني أحتاجه.
قال سالم ليست لدي كل الطلبية التي تريدها ، إنما يتوفر عندي القليل من القماش ،
لكن إن صبرت بعد أسبوعين تأتي الطلبية من الهند وخذ ما تشاء.
قال التاجر حسن سأدفع لك ثمن القماش هذا الذي سآخذه وثمن الذي سيكون متوفر بعد أسبوعين.
أجابه سالم المعذرة منك فنحن لا نبيع السمك في الماء انتظر حتى تأتي الطلبية ثم تفحص القماش ثم خذ ما تشاء.
إقرأ أيضا: التاجر الذي ورثه إبنه حيا الجزء الأول
تمت الاتفاقية بينهما وغادر التاجر محل سالم متجها إلى جمانا ،
قال لها اوا تعلمين يا سيدتي أن هذا التاجر ذكي ويتعامل بحكمة.
قالت حسنا الأن حان دوري سأتحرك.
جمانا كانت معروفة جدا ولها نفوذ في البلد أجمع ولها سلطة على عدة شخصيات حاكمة في ذاك البلد.
مر أسبوعان انتظر سالم أن تخرج حاويته من الميناء لكنها لم تسلم إليه ،
اتجه إلى مبرم الاستيراد والتصدير وسأله عن سبب التأخير.
أجابه الأخر لست مسؤول ، إذهب إلى مسؤول الميناء.
ذهب سالم إليه أيضا وسمع إجابة اخرى لست مسؤولا ، إذهب إلى والي الختم والاستيراد.
عندها قال سالم ما هذا الذي تقوله منذ زمن وأنا أعمل ولم تواجهني مشكلة كهذه ،
وهناك اناس ينتظرون طلبيتي وأنا أعطيتهم الكلمة ومن أجل الكلمة أموت.
ذهب سالم إلى والي الختم والاستيراد وسأله عن سبب عدم السماح لبضاعته بأن تخرج ،
أجابه أن اتفاقية الاستيراد لم يتم تسجيلها في الملف مما يعني أنها ستبقى في الحاوية الخصراء ،
ريثما يتم النظر فيها في المجلس مطلع الشهر القادم.
قال سالم إذا بضاعتي موجودة ولا تسمحون لي بأخذها.
ضحك والي الختم باستهتار قال له افهمها كما تشاء.
قال سالم وهو يبتسم نعم فهمتها كما أشاء.
ذهب سالم إلى محله وأرسل أحد غلمانه كي يستدعي صديقان له يعملان في الميناء كحارسان ،
وقام باستدعاء عدة شباب أقوياء البنية أيضا وقال لهم حان موعد استلام التاجر جواد ،
الذي بعثته جمانا سابقا من أجل شراء القماش الهندي.
إقرأ أيضا: التاجر الذكي الجزء الثاني
قال لسالم وهو يتمختر في مشيته ها يا سيد سالم هل بضاعتي موجودة ،
أجابه سالم طبعا تفضل هذا هو القماش الهندي تفحصه وخذ ما تشاء.
نظر جواد إلى البضاعة في دهشة من أمره كادت الكلمات أن تفلت من فمه ،
أخذ القماش وذهب مسرعا إلى جمانا التي كانت جالسة على كرسي واضعة رجل على رجل تحتسي الشاي المزين بالنعناع
قال لها سيدتي لقد سلمني سالم القماش وفي الوقت المتفق عليه أيضا.
فلت الكأس من يدها ، قالت في دهشة كيف حدث هذا.
يتبع ..