التاجر الذكي الجزء الثالث
قال سالم من فعل بك هذا؟ قال له إنها غريمتك جمانا تحاول الإيقاع بك فاحذرها.
قال سالم التاجرة الكبيرة جمانا! لما! اغمي على محمد ، طلب سالم من أصدقائه أن يأخذوه إلى الحكيمة ويتكتموا عن الأمر ريثما تم علاجه.
تم استدعاء تجار البلد من قبل الرئيس كي يحضرو وليمة على شرفهم نظر لمجهودهم في اعلاء تجارتهم بين البلدان ومنافسة أكبر الدول.
حضر الجميع ومن بينهم جمانا التي ارتدت فستانا أبيض مرصع بالجواهر مع كعب عالي ووشاح أبيض ناصع ،
واضعة مساحيق تجميل خفيفة زادتها جمالا وتالقا لأنها إمراة بين مجمع الرجال التجار.
جلس الجميع فألقى الرئيس خطابا شاكرا فيه جميع التجار وخاصة التاجرين جمانا وسالم.
صفق الجميع وتساءلوا من هو سالم ، من يكون إنه غير موجود.
نهضت جمانا وقالت أترون إنه مجرد شاب طائش لا يحترم المواعيد ، لحظتها دخل سالم يرتدي الزي الصحراوي التقليدي ،
عباءة بيضاء عليها خطوط صفراء مع نعل أبيض كنعل علي بابا وعلى كتفه برنوس من أعرق البرانيس التقليدية لشرق بلده ،
جمع في لباسه عادات وتقاليد بلده التي تزخر بالتنوع الثقافي والعرقي ،
ومعه أربعون خدما يحملون هدايا للجميع ومن بينهم جمانا.
قال سالم اعذرني على تأخري سيدي الرئيس لكن مقامكم عال وأردنا تكريمكم بهدية أرجو أن تنال اعجابكم واعجاب الحضور.
نهض الجميع يصفق له ماعدا جمانا التي قالت له أنت شاب يافع كيف ترتدي ثياب كبار السن؟
أجابها وماذنبي أنك لاتفرقين بين التشبث بالعادات والتقاليد التي يتم ترسيخها في أذهاننا منذ الصبى ،
خصوصا أننا ننتمي إلى هذا الوطن الغالي ، عكسكم أنتم مشتتون ولا وطن لكم ، فمؤكد لن تفهميني مهما شرحت لك.
استشاطت غضبا ثم هدأت نفسها ، وقال سأفتح هديتك كي أرى إن كنت حسن الذوق.
إقرأ أيضا: التاجر الذكي الجزء الأخير
فتحته إذ به قماشا نوعية جيدة ومختلف كليا ، قالت له من أين هذا القماش ، قال لها من أصولك التي تخفينها.
شكرته وسكتت وطيلة الوقت وهي تنظر إليه بكل حقد.
أعلن الرئيس على أنهم ابرمو صفقة مع الصين لتبادل التجارة وطلب أن يختارو أحد التاجرين كي يمثلا الوطن ،
جمانا التي تتمتع بالخبرة والحذاقة أو سالم صاحب النزاهة والفطنة ،
وأنتم من تختارون كي يمثلو الوطن جمانا أو سالم؟
بعد انتهاء الوليمة ذهبت جمانا إلى مستشار الرئيس وقالت له على انفراد اسمعني عليك أن تحاول إقناع الرئيس باختياري أنا ،
كي امثل الوطن فغير معقول أن يمثله شاب لم يتجرع الخبرة بعد.
أما سالم فاتجه إلى الرئيس وقال له سيدي الرئيس لست هنا بصدد التحدث عن الغير ،
ولكني أقول لك منذ متى كان الغرباء يمثلوننا نحن المعروفون بالهمة والإخلاص ،
أنا أحق من الغريب في تمثيل راية وطني التي ضحى من أجلها أجدادنا وتركوها أمانة في أعناقنا كي نكمل المسير.
في الغد تم الإعلان عن النتيجة ، الفائز هو سالم أما جمانا ذهبت للمستشار وقالت له لن نتركه ينجح أبدا.
حمل سالم أطنانا من الصوف في حاويات ضخمة كتبادل تجاري بين الصين وبلده.
بعد شهر وصل إلى الصين وعندما أفرغوا حمولة الصوف وجدوها شبه فاسدة بسبب حشرات تم دسها خبثا كي تفسده.
يتبع ..