التاجر وصديقه والشبان الثلاثة
كان لأحد التجار الأغنياء إبن وحيد ، قال الأب لإبنه ذات يوم : يجب أن تستعد يا بني لاستلام تجارتي في المستقبل ،
فليس لي غيرك يتولى أمر تجارتي.
طلب الإبن من أبيه أن يخرج في رحلة يزور فيها أكبر عدد من بلاد العالم لتزداد خبرته في الحياة ،
ثم يعود بعدها لاستلام تجارة أبيه.
خرج وغاب فترة طويلة ، ظل الأب ينتظر إبنه الغائب سنوات دون أن يعرف عنه أي خبر ،
مرض التاجر الغني مرضا شديدا وأدرك أن نهايته قد اقتربت.
دعا التاجر الغني أعز صديق لديه ، وقال له :
” أنا مريض جدا وأشعر أنني سأموت قريبا ،
وإبني قد غاب منذ سنوات طويلة ، أرجوك يا صديقي أن تبحث عن إبني في كل مكان ،
فهو وريثي الوحيد الذي سيرث تجارتي وكل أملاكي من بعدي ، ثم مات التاجر.
بحث الصديق عن الإبن الغائب مدة طويلة وأخيرا حضر إليه ثلاثة شبان إدعى كل منهم أنه إبن التاجر الغني.
إحتار الصديق في الأمر وأراد أن يعرف : هل من بين هؤلاء الشباب الثلاثة واحد صادق أو أنهم جميعا كاذبون؟
فكر الصديق قليلا وأخيرا إهتدى إلى فكرة ذكية.
علق الصديق صورة كبيرة للتاجر الغني ، وأعطى لكل شاب من الشبان الثلاثة قوسا وسهما وقال لهم :
الذي ينجح منكم في أن يصيب قلب صاحب هذه الصورة بسهمه ، سيكون هو الوريث الحقيقي وسيرث كل شيء.
أخذ الشاب الأول قوسه وصوب سهمه نحو الصورة وأطلق السهم ، فأصاب كتف التاجر!
صوب الشاب الثاني سهمه ، فأصاب عنق التاجر.
إقرأ أيضا: ذهبت إحدى الفتيات لتصفف شعرها وتهتم ببشرتها
أمسك الشاب الثالث القوس والسهم لحظة وفجاة ألقى بهما إلى الأرض وقال في تأثر شديد :
” لا يمكنني ، لا أستطيع أن أصيب قلب أبي حتى لو كانت صورته!
عندئذ ، إبتسم الصديق ، وقال وهو يضع يده على كتف الشاب الثالث :
أنت أيها الشاب الوريث الحقيقي لصديقي ، وأنت الذي تستحق كل ما ترك من ثروة.