مقالات منوعة

التقمص في أدب جبران خليل جبران

التقمص في أدب جبران خليل جبران

يرى جبران أن حياة الإنسان لا تبدأ من الرحم وتنتهي في اللحد بل هي حياة أزلية خالدة إذ يقول:

“فأنا كنت منذ الأزل ، وها أنا ذا ، وسأكون إلى آخر الدهر ، وليس لكياني إنقضاء”

رفض جبران الفناء وآمن بخلود الروح وسعيها الحثيث لبلوغ المثالية ، فاعتنق التقمص بالمفهوم الدرزي ،

ورأى أن الحياة لا تنتهي بعمر واحد ولا بأعمار.

لأن الإنسان ينشد الكمال ويبحث عن الله الذي لا يمكن أن يجده في عشرين سنة أو في مائة أو في ألف ،

لذا كان يشعر دائما بأنه عاش حياة بشرية في الماضي.

إذ يقول جبران لماري هاسكل أنه : “عاش مرتين في سوريا ، لفترات قصيرة ، ومرة في إيطاليا إلى سن الخامسة والعشرين ،

وفي اليونان حتى الثانية والعشرين ، وفي مصر حتى الشيخوخة ، وعدة مرات ست مرات أو سبعا في بلاد الكلدان ، وواحدة في كل من الهند وفارس.

عبّر جبران عن إيمانه بعقيدة التقمص التي تقربه من إدراك الحقيقة الإلهية في معظم كتاباته ،

بدءا من قصته “رماد الأجيال والنار الخالدة” التي روى فيها قصة كاهن في هياكل بعلبك يدعى ناثان بن حيرام ،

الذي أحب فتاة في خريف عام مائة وستة عشر قبل الميلاد ، غير أنها ما لبثت أن ماتت لتتركه وحيدا حزينا تائها في الأودية.

وفي سنة 1890 يعود العاشقان إلى بعلبك في زيّ راع يدعى علي الحسيني الذي يلتقي بفتاة جميلة تحمل جرتها على كتفيها ،

لتملأها من الجدول ويقع في حبها ، وهذه الفتاة لم تكن في الحقيقة سوى الحبيبة التي إختطفها الموت وغابت لقرون.

إقرأ أيضا: من طرائف اللغة العربية

وفي مقال “القشور واللباب” تحدث عن الإستكشاف الباطن فبيّن أن الناس مشغولون بمعرفة سطحياتهم ،

وغفلوا عن رؤية أسرار الروح وما خفي فيها ، فليست الحياة بظواهرها بل بجواهرها ،

وعلينا ألا نهتم بما يظهره الإنسان بل بما يخبئه في نفسه.

وفي قصة “البنفسجة الطموح” أشار إلى أهمية الشوق إلى معرفة أسرار الوجود لأن الهدف من حياة الإنسان أن يسعى ليكتشف ما وراء الوجود.

أما كتاب “السابق” فقد خصصه جبران ليبسط فيه رؤيته عن التقمص ،

إذ إفتتحه بمقال “أنت سابق نفسك” الذي أوضح فيه أن الروح تسبق الجسد وتُغيره من فترة لأخرى “

1 3 4 10 1 3 4 10

ويقول : (وإن كانت عناصر جسمي قد تبددت في صمت الأبدية ، سأعود ثانية إليكم ، بحيث أستطيع أن أكلمكم من جديد).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?