الحياة بالكامل عبارة عن علاقات!
تبدأ حياتك بعلاقتك مع الله ثم علاقتك مع نفسك ، ثم تأتي علاقتك مع الكون والبشر في المركز الأخير.
فإذا إنصلحت علاقتك مع الله أولاً فأنت ترفع إستحقاقك ،
والإستحقاق المرتفع معناه أنك تستحق علاقات صحية في حياتك ،
فتجذب لحياتك علاقات نقية على نفس قدر تردداتك ، وتبدأ كل العلاقات السامة ذات الترددات المنخفضة في النفور والإبتعاد والإختفاء ،
أو يُصلح الله علاقاتك الحالية ويهديهم من أجلك.
ثم يأتي دور علاقتك مع نفسك
فإذا كانت علاقتك مع نفسك واعية وتعرف قيمتك جيداً ،
فأنت تكون في أعلى مراحل تقدير الذات والإكتفاء الذاتي ،
وهذا معناه أنك سعيد وتعيش في سلام نفسي لا تشعر بالنقص ،
فتكون العلاقات البشرية ليست أهم أولوياتك
لأنك لا تربط السعادة بشيء ،
وبالتالي لا يلح عليك عقلك وقلبك بأن تدخل في علاقة ولكن تتركها تأتي فى الوقت المناسب ولا تركض أنت خلفها ،
وعندما تتوقف عن التعلُق والركض خلف العلاقات ، تأتيك العلاقات في أفضل الإحتمالات.
غير أن تقديرك لذاتك يحميك من فخ ظُلم النفس والتنازلات المُستمرة من أجل الطرف الآخر ،
الذي يجعلك تتحول إلى ضحية ، والضحية لا تجذب إلى حياتها إلا جلاد ، لأنها تعتاد التضحية والتنازل من أجل الآخرين ،
والسكوت عن الظلم والقهر حتى لا تفقد علاقاتها ، وهذا أسوء أنواع التقليل من الذات وفقدان الأهلية.
لذلك فإذا كانت علاقتك مع نفسك غير واعية وغير مُستقرة ، فأنت دائماً تكون تحت رحمة التعلُق وظُلم النفس ووعي الضحية.
إقرأ أيضا: كلمات لو طبقناها على أنفسنا لارتحنا كثيرا
ثم تأتي علاقاتك مع الكون نفسه من بشر وطبيعة وحيوانات
وهذه العلاقة تتوقف على علاقتك مع الله ومع نفسك ، وإذا نجحت في علاقتك مع الله فهذا دليل على إرتقاء روحك ،
وفهمك وإستيعابك لأهمية التواصل مع الكون والتناغم معه ، كونك جزء من هذا العالم.
وإذا نجحت في علاقتك مع نفسك فأنت شخص واعي لديك ما يكفى من التقدير الذاتي والسلام والسعادة والإكتفاء.
وهذا الإستحقاق الرفيع يجعلك في مركز قوة
يتمناك الجميع لتكون جزء من حياته وليس العكس ،
فأنت لا تتطفل في حياة أحد ولا يشغلك نظرة المجتمع ،
ولا تركض وراء العلاقات للهروب من واقعك
ولا تشعر بالنقص والإحتياج لشخص يُكمل لك حياتك ،
وهذه الثقة في النفس والتصالح مع الذات تجعل جميع علاقاتك ناجحة على المستوى العاطفي والأسري والعملي.
فأنت لم تعد ضحية.