نحو حياة أفضل

الخضر عليه السلام كان مغمورا بين الناس حتى عرفه الله لموسى

الخضر عليه السلام كان مغمورا بين الناس حتى عرفه الله لموسى

وإبراهيم بن أدهم قال له أصحابه في سفر : أخبر الناس من أنت؟ قال : لا حاجة لي بهم ما دام الله يعلمني.

وعمر بن الخطاب لما جاءه البشير يبشره بنصر القادسية وقال له : قتل فلان وفلان وخلق كثير لا تعلمهم.

بكى وقال : وما يضيرهم ألا يعلمهم عمر ما دام رب عمر يعلمهم!

تقاذفت إلى نفسي هذه المواقف وغيرها وأنا أرى اللهثان الشديد وراء الأعداد المعجبة أو المشاهدة ،

أو الناشرة أو المتابعة على وسائل التواصل حتى طال الأمر بعض الدعاة والمتدينين.

ومنذ متى كان الأمر بالعدد؟!

كان مؤمن آل فرعون رجلا واحدا من أهل فرعون سمى الله سورة باسمه في القرآن من فرط حبه له ورضاه عن مواقفه.

وامرأة فرعون حجز الله لها مكانا عنده في الجنة لأنها كانت وحيدة الإيمان في قصر الكفر.

وأبو ذر مات في الربذة حيث لا مشيعين ولا مكفنين حتى ، أتتهم قافلة ابن مسعود فجهزته ودفنته.

أفهم أن الكثير من طلاب الدنيا يبحثون عن العدد حتى ولو كان بعمل تافه أو مقطع غث ،

لكنني لا أستطيع أن أتخيل كيف أن داعية ، مصلحا أوقف عمل خير كان يعمله لقلة المشاهدات والإعجابات؟!

أو أن فلانا توقف عن كتابته الجميلة لأن الرقم المكتوب تحت المنشور لا يروق له.

لقد أصاب سعار الأرقام حتى دُلَّالَ الناس على الله ، حتى نسوا أن الأمر ببركته لا بكثرته.

كم من المقاطع التي رآها عشرات الملايين لم يعد يذكرها أحد ،

بينما كلمة مقولة أو مكتوبة هدى الله بها -دون علم صاحبها- ألف أحد.

إقرأ أيضا: امحها يا علي .. قاعدة إجتماعية وإدارية وأسرية

الخير له وضاءته وسرعة وصوله ما أخلص صاحبه ، بينما الشر والتفاهة كالفقاعة ، ما إن تنتفخ حتى تنطفئ.

والعالم يريدنا أن نعيش حياة الأرقام وعدم الرضا وتقلب المزاج حتى أصبح جل الناس ساخطا على زوجته وولده ومعاشه وحسابه أو قناته وصفحته ،

كشارب الماء المالح لا يرتوي وإن إنفجر بطنه إمتلاء.

أكتبوا وقدموا محتويات صفحاتكم وقنواتكم باسم الله ، وعلى بركة الله مبتغين مرضاة الله ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وثقوا أن مصلحا واحدا مخلصا كالخضر أبقى الله أثر تعليمه لرجل واحد إلى يوم القيامة.ط ،

بينما ملايين المشاهدات لعمل ساذج لا يبقى أثرها ساعة من نهار.

فالعمل كما ذكرت آنفا ، ببركته لا بكثرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?