الخطاب الثلاثة الجزء الأول
في بلد بعيد بعيد عاش ملك ولم يكن لديه
سوى طفلة واحدة هي ابنة فائقة الجمال ، وكان عدد خطاب الأميرة ذلك العدد الكبير ،
وكان من بينهم ثلاثة من النبلاء الشباب ، ممن يحبهم الملك حبا جما.
غير أن حب الملك كلاً من هؤلاء النبلاء بالتساوي ، منعه من أن يقرر لمن يزوج ابنته من بينهم.
ولذلك دعا إليه ذات يوم ، هؤلاء النبلاء الثلاثة ، وقال :
«امضوا جميعاً، وطوفوا في أرجاء الدنيا ، ومن يعود ومعه أعجب شيء يصبح صهري».
انطلق الخطاب الثلاثة في أسفارهم في الحال ، واتخذ كل منهم طريقاً مخالفاً ، ومضوا يبحثون عن الأشياء العجيبة في بلدان متباينة أشد التباين ،
ولم يمض وقت طويل حتى وجد أحد النبلاء الشباب بساطا رائعاً يحمل كل من يجلس عليه ويطير به.
ووجد النبيل الثاني منظاراً عجيبا ، يمكن أن يرى بواسطته كل أحد وكل شيء في الدنيا ،
بما في ذلك الرمال متعددة الألوان في
قعر البحر العميق الشاسع.
أما النبيل الثالث فقد وجد مرهماً عجيباً يمكن أن يشفي كل مرض في الدنيا.
وعندما وجد الرحالة النبلاء الثلاثة هذه الأشياء العجيبة كانوا بعيدين أشد البعد ،
غير أنه حين نظر الشاب الذي وجد المنظار من خلاله رأى واحداً من صديقيه السابقين
وغريميه الحاليين يمشي حاملاً بساطاً على كتفه ، فأسرع يلحق به ،
ولأنه كان بمقدوره ، بواسطة منظاره العجيب ، أن يرى أين صار النبيل الآخر ، لم يصعب عليه إيجاده.
وحين التقى الاثنان ، جلسا واحدهما قرب الآخر على البساط العجيب ، الذي طار بهما إلى
أن التحقا بالرحالة الثالث.
إقرأ أيضا: الخطاب الثلاثة الجزء الثاني
وذات يوم ، وبينما كان كل منهم يحكي عن الشيء العجيب الذي رآه في أسفاره ،
صاح أحدهم فجأة : «دعونا نرى الآن ما
الذي تفعله الأميرة الجميلة ، وأين هي؟»
فنظر النبيل الذي وجد المنظار من خلاله ودهش وفزع كثيراً إذ رأى ابنة الملك ترقد
مريضة ، تكاد تشرف على الموت.
يتبع ..