الرجل الذي تحكمه زوجته !
بهلول شخصية تراثية واسمه الحقيقي أبو وهب بن عمر الصيرفي الكوفي ،
اشتهر بالطرافة الممزوجة بالحكمة ، وكان واعظا للخليفة العباسي هارون الرشيد ، وتوفي عام 810 م.
يقال طلب بهلول من الرشيد أن يحكّمه بالعباد مدة شهر ، فرفض الرشيد طلبه.
ولكن بهلول ألح عليه بالطلب ، إلا أن الرشيد لم يستجب له.
وبعد الإلحاح والمشاورات ،
اتفق الطرفان على أن يحكم بهلول البلاد ليوم واحد ، بشرط ألا يظلم أحدا!
وفي اليوم المحدد لحكم بهلول ،
ذهب هارون الرشيد لنزهة في حدائقه الغناء مع الأسرة الملكية ، وعلى رأسهم زوجته زبيدة.
وفي وسط النهار
إلتقى هارون الرشيد ببهلول ، حيث كان الأخير يجر وراءه مئات الحمير.
فاستغرب هارون الرشيد لهذا المنظر وسأله :
ما هذه الحمير يا بهلول ومن أين أتيت بها؟
فأجابه بهلول :
مررت بالبلاد يا مولاي وتفحصت أحوال الناس وجعلت ضريبة على كل رجل تحكمه زوجته حماراً.
فقال له هارون الرشيد :
من المعقول يا بهلول في مدة ساعتين تجد هذا الكّمّ من الرجال محكومين لنسائهم؟
فقال بهلول :
دعنا من هذا يا مولاي ،
المهم أني لم أظلم أحداً ، وأثناء تجولي في البلاد رأيت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
ماذا رأيت يا بهلول؟
رأيت يا مولاي فتاة جميلة جدا جدا
إذا خرجت في النهار تقول للشمس تنحي لأجلس مكانك ،
وإذا خرجت في الليل يغيب نور القمر وهو في ليلة البدر .
فتمنيت أن تكون هذه الفتاة زوجة لك يا مولاي .
فالتفت إليه هارون الرشيد وقال له :
اخفض صوتك يا بهلول كي لا تسمعنا السلطانة زبيدة!
فقال بهلول :
ولأنك أمير فهات حمارين.