الساعة الثالثة فجرا وحيدة في غرفتي ، أنتظر موعد العملية ستُجرى غدا
فوتتُ عليكم أحداثاً كثيرة قد يهمكم معرفتها ، لكن جسدي لا يستطيعُ المقاومة ، ويداي ترتجفان لذلك سأوجز
أنا وفاء في العشرين من عُمري لا أبتسم ، لا أبكي ، لا أضحك ، أحاسيسي غائبة تمام.
لم أبك عند ولادتي فظنوا أني ميتة لولا نبضات قلبي الضعيفة.
لم أبك عند تعثري في المشي في سنتي الأولى ، ولم أبك عندما ضربني أبي في عامي الثالث.
لَم أضحك في عيد مولدي ولا يوم نجاحي ، ولم أضحك حتى عند أول كلمة أحبك قد قيلت لي.
تم اكتشاف مرضي مبكرا ، لكن بسمتي مرتبطة بموت أحدهم ، أتدرون حجم الألم في ذلك؟
ألياف عصبية وأعصاب حسية وأوردة داخلية ، والكثير الكثير من المداخلات الطبية مُرتبطة ببسمتي أو دمعتي.
لطالما تعايشت مع الأمر ، وجهي الجامد أصبح جزءًا من حياتي ،
صورتي في الهوية هي صورتي في الحقيقة لا أستطيع الحزن لبشاعتي فيها ، أنا لا أحزن أساسا.
في يوم وفاة أبي كان الكل يبكي إلا أنا ، كان قلبي محطما ، كل ما في كان يبكي إلا عينيَّ كانت بجمودهما المعتاد.
لم أستطع البكاء حتى في يوم وفاة أبي ، أتصدقون؟!
كانت أمي تحضنني وتبكي ، كان قلبي يبكي وعقلي يبكي ولكن عيوني كانت جامدة.
في يوم خطبتي الكل كان سعيدا ، خطيبي كان يرقص ويضحك ، كنت جامدة ، أمي كانت تهلهل وأنا جامدة.
أختي تبكي وترقص وتضحك وأنا جامدة ،
لم أستطع التبسم حتى في خطوبتي.
حاولت قتل نفسي ثلاث مرات ولم يمنعني أحد ، لم يلحظوا أني أنتحر فلا مشاعر تصلهم مني ، أنجاني الله بلطفه.
الآن سأدخل إلى غرفة العمليات ، بعد ساعات سأضحك ، سأبتسم ، سأبكي ،
بعد ساعات لن أتوقف عن البكاء ضاحكة ، عن الضحكِ باكية.
إقرأ أيضا: تقول سيدة ابني العاق لم يسقني يوما شربة ماء
استيقظت ، جسدي مخدرٌ بالكامل أطباء حولي وخطيبي.
طلب الطبيب مني الإبتسام ابتسمت ، أُقسم أني فعلتها ، لكن لم يبتسموا هم.
اعتقدت أنهم يريدون مني أن أضحك ، ضحكت بصوتٍ عال كانت أول ضحكة لي في حياتي.
تساقطت دمعات خطيبي ، الكل صار يبكي ،
بحثت بينهم ، أطلت البحث والنظر
لم أجدها.
لحظة ، الضحكة التي ضحكتها قبل قليل سمعتها كثيرا ، تشبه ضحكة أمي ، كيف تضحك أمي من جسدي.
أمي ، أين أمي؟
أجاب الطبيب : أمك المتبرع ، والدفن بعد ساعات.
لم أضحك ، لن أضحك ، خذوا البسمة لا أريدها ، خذوا قلبي ، أعيدوا لي أمي ، أريد أمي ، أريد أمي.