الساق الذهبية
الساق الذهبية
في إحدى القرى الفقيرة عاش طفل يسمى علي ، حيث لم تكن ظروفه الإجتماعية والإقتصادية على أفضل حال ،
ونتيجة لذلك ، لم يحصل على حقه في التعليم مطلقا ،
حيث كان مضطرا للعمل في إحدى الحقول القريبة لمساعدة أهله في توفير لقمة العيش ،
وخاصة مع إصابة والده بمرض خطير جعله طريح الفراش ،
مما ألقى على عاتقه مسؤولية كبيرة كونه الإبن البكر لأهله بالإضافة إلى أخته الصغرى.
وأثناء عمله في الحقل كان يتلقى معاملة قاسية من مالكه ،
ويجبره على العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة ،
مستغلا حاجة الطفل الماسة للمال من أجل أسرته ،
بل وصل الأمر به إلى أخذه معه إلى المنزل كخادم له ،
ليقع تحت رحمة زوجته ، التي كانت تتسم بالقسوة والتسلط ،
فتأمره بغسل الملابس وإعداد الطعام نيابة عنها ،
بالإضافة إلى التعامل مع طفليها المشاغبين ،الذين قام أحدهما في إحدى المرات بضرب شقيقه الأصغر بحجر على رأسه ،
وعند سماع الأم لصراخ ابنها قامت بالقدوم بسرعة إلى المكان لتجد وجه ابنها مخضبا بالدماء،
سائلة عن المتسبب في الأمر ليجيب الشقيق الأكبر بكل خبث،
أن عليا هو من قام بشج رأس أخيه،
لتنهال بالصفع بكل ما أوتيت من قوة على وجه الطفل البريئ الذي ظل يردد عبارة:
“صدقيني أنا بريئ، إنه يكذب علي”، لكن دون جدوى، ليأتي بعدها الأب هلعا ومذعورا من مشهد ابنه الغارق في دمائه ليحمل عصى ملقاة على الأرض،
إقرأ أيضا: الساعة البيولوجية لجسم الإنسان
ويقوم بتوجيه ضربة قوية إلى ساق علي،
كانت كفيلة بكسرها ، حيث لم يكلف نفسه عناء أخذه إلى المستشفى ليكتفي بنقله إلى منزله قائلا لوالدة علي إنه سقط عندما كان يلعب مهملا لعمله،
فأنبته والدته على ذلك ولم تصدق ادعاءه بالتعرض للتعنيف،
وبعد أيام فجعت الأسرة الصغيرة بوفاة الأب الحنون بعد معاناة طويلة مع المرض ، تاركا أهله في حزن شديد عليه.
فظل بعدها علي جالسا في المنزل لفترة طويلة حتى استرد عافيته،
لكن طريقة شفاء قدمه كانت غريبة مما أدى إلى إكسابه قدرات عجيبة،
حيث كان يثير إعجاب أصدقائه عندما يلعب كرة القدم معهم،
لمهاراته العالية في مداعبة الكرة،
وبالمصادفة كان أحد مستكشفي المواهب لأحد الفرق الأوروبية الكبيرة،
مارا في القرية وبالصدفة لفتته مهارات علي في الكرة وقام على الفور بدعوته للتحدث معه حول الإنتقال لأوروبا،
وفور سماعه للأمر صار يبكي من الفرح ، لينطلق مسرعا إلى البيت ويخبر والدته حول الأمر ، وبعد أيام غادر البلاد نحو مستقبل جديد .
وفور مرور فترة على انتقاله إلى أوروبا سرعان مالمع نجمه هناك ليصير من أفضل اللاعبين في العالم ،
الذين يتقاضون مبالغ ضخمة ليعود بعدها للوطن ويأخذ والدته وأخته لتعيشا معه رغد العيش هناك بعد معاناة طويلة مع الفقر.